في الأسبوعِ المُنصرم أردتُ أنْ أقومَ بعملِ محشي الفُلفل، إذ أنَّ الفُلفلَ الذي اِبتاعهُ أخي قد أغراني؛ لطِيبهِ وسلامتهِ وجمالهِ.
أعددتُ المكونات غيرَ أنَّ كمية الأرز التي خصّصتها للمحشي ليستْ كافية، إذًا ما العمل؟
لا بأس، قد زدتُها ببعضِ لسان العُصفور الموجود لدي، في خُطوةٍ جرئيةٍ منّي، لم أستبق فِعلها من ذي قبل.
سمّيتُ باللَّهِ وسألتهُ الإعانة، ثُمَّ قطّعتُ بصلةً كبيرة لمُكعباتٍ صغيرة بحجمٍ واحد، وكُنتُ مُسبقًا قد ضربتُ الطماطم بالخلّاطِ الكهرُبائي، وضعتُ إناءً على النّارِ بهِ ملعقة كبيرة من السمن، وأضفتُ لهُ البصل المُقطّع وأخذتُ أُقلّبُ على نارٍ أقل من المُتوسطة بقليلٍ حتّى أخذَ البصل اللون الذهبي، حينها قُمتُ بإضافةِ عصير الطماطم والملح والكمون والفُلفل الأسود، ونصف ملعقة من السُكّر لتفادي الحموضة، وتركتهُ يغلي بعدَ أنْ زدتُ حرارة النّار بعض الشيء.
وبعدَ أنْ غَلى وثقل قوامهُ أضفتُ لهُ كمية الأرز ومعاها لسان العُصفور، وقلّبتُ جيّدًا ثُمَّ قلّلتُ حرارة الموقد الغازي لتُصبحَ النّار هادئة، دقائقَ معدوداتٍ وأضفتُ خليطَ الخُضرة (كزبرة، شبت، مقدونس) وأغلقتُ الموقد الغازي على الفور، وتركتُ الخلطة لتبرُد بعض الشيء.
ثُمَّ أخذتُ أقوم بحشي الفُلفل بعدَ أنْ جهّزتهُ للحشي؛ من غسلٍ وتنظيفٍ وإزالةٍ لغطائه، وهكذا حتّى اِنتهيتُ فأتيتُ بالحساءِ الذي سأسقي بهِ المحشي، والمُكوّن من بعضًا من الصلصة التي فعلتُ بها خلطة المحشي، مُضافًا إليها مُكعبًا من مرقةِ الدجاج وبعض الماء؛ ليكونَ قوامها أخف من قوام الصلصة.
سقيتُ المحشي بالحساءِ حتّى غَطّى ذيل الفُلفل، ثُمَّ وضعتهُ على نارٍ عالية حتّى غَلى، فخفّضتُ النار إلى الهادئة لينضُجَ على مَهَلٍ.
وللمحشي طريقةٌ أُخرى وهي وضع المكونات نيئة بداخل الخُضار المُراد حشيه، ثُمَّ سقيهِ بالحساءِ ووضعهِ على النار.
يوضع في إناءٍ عميق الأرز مُضافًا إليهِ ملعقة كبيرة من الزيت، والصلصة المُجففة، ويُمكن اِستبدالها بالصلصة الطازجة، ثُمَّ يتمّ إضافة بعض التوابل والخُضرة ومزجهم جيّدًا، ثُمَّ حشي المحشي بهم.
قد فعلتُ المحشي بالطريقتينِ لكنَّ الطريقةَ التقليدية هي الأقربُ لقلبي.
الحياة بسيطة بتحلى بالسعادة.