ليسَ من عُمومِ الفائدةِ أنْ تقومَ بنشرِ مقطعٍ يحتوي على ما يُخالف دينكَ جُملةً وتفصيلًا، وقِس على هذا كُلّ ما حرّمهُ اللَّهُ _سبحانهُ وتعالى_ كأنْ تقومَ بنشرِ ما يُشجع على عزوفِ الشباب عن الزواج؛ حيثُ تحمُّل المسؤولية، والنفقات وغيرهِ، ألم تعلموا يا مَن تفعلونَ ذلكَ أنَّ الشابَّ يحملُ هَمَّ نفسهِ وإنْ كانَ عازبًا؟
فيقوم على قضاء حوائجهُ، ويتعلّم ويعمل، ويقضي الخدمة العسكرية _إنْ توّفرت لهُ_ ويعبدُ رَبَّهُ قبلَ كُلّ ما ذُكِر، بل ورُّبما تحمّلَ مسؤولية والدتهِ وإخوتهِ إنْ كانَ هو أكبرهم.
الغريب في الأمرِ أنَّ البعضَ يتساهل في نشر ما يُخالف العقيدة على سبيلِ المزاح!!
إنَّ للَّهِ _عزَّ وجلّ_ سُننٌ في خَلقهِ، فلا تستبيحوا حُرمتها وإنْ كنتم تمزحون، فدينُ اللَّهِ لا مُزاحَ فيهِ ولا استهزاء ولا استهتار لو كنتم تعلمون.
وكي لا يُؤخَذ عليَّ الفَهم الخاطئ، فإنّي أُشجّعُ على ما شجّعَ عليهِ سيدُنا رسول اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ حينَ قالَ: "يا معشرَ الشباب مَن استطاعَ مِنكمُ الباءةَ فليتزوج ومَن لم يستطع فعليهِ بالصومِ فإنَّهُ لهُ وُجاء" أو كما قالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
إذًا فالقادرُ على أعباءِ الزواجِ ليُسارعَ في ذلكَ؛ حيثُ لا مانعَ يمنعهُ من فِعلِ ذلك، سواء مانع شرعي أو مادي أو حتّى طّبي، وأعني بالمانعِ الشرعي كأنْ يكونَ مُفتقرًا إلى الأخلاقِ، ففي هذهِ الحالة لا يجوز لولّي المُسلمة ارتضائهِ زوجًا لها؛ إلَّا أنْ يعودَ إلى اللَّهِ فيتخلّق بخُلقٍ يرضاهُ اللَّهُ ورسولهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأمَّا المانع المادي فهو الفقر؛ إذ لا يُعينُ صاحبهُ على بناءِ أُسرةٍ قوية سليمة صحيحة تُرضي اللَّهَ _عزَّ وجلّ_ ولا أقولُ الفقير لا يتزوجُ حتّى لا يُؤخَذ عليَّ ذلكَ، بل أقولُ ليسعى الفقير في تغيير نفسهِ وحالهِ من الفقرِ إلى الغِنى، فيجتهد في عملهِ إنْ كانَ عاملًا، ويجتهد في البحثِ عن عملٍ إنْ كانَ غيرَ ذلك.
الفقر والغِنى ليسَ مِقياسًا للحُكمِ على النَّاسِ بقدرِ ما هو مقياسًا للحُكمِ على الحياةِ التي تعيشها أو تَودُّ عَيشها.
نَعيشُ الآن فترة زمنية عصيبة، وليسَ من السهلِ أنْ نُخرّجَ أجيالًا جديدة تُرضي اللَّهَ وتُساهِم في بناءِ المُجتمعِ، ونفعِ كوكب الأرض في ظلِّ حضرة الفقر؛ فبالفقرِ لن يتمّ تأسيس الأطفال تأسيسًا سليمًا سواء صّحيًّا، بدنيًّا، عقليًّا، أو حتّى نفسيًّا، ناهيكَ عن الجانب الثقافي والذي هو مُكوّن رئيسي من مكوناتِ الشخصية لدى الإنسان.
كذلك مَن يقومُ بنشرِ مقطعًا لأحدِ البشر يتناول لحم خنزيرٍ وهو مُحرّمٌ بتحريمِ اللَّهِ لهُ، الأدهى في الأمرِ هو التعقيب مِنَ الناشرِ أنَّ ذاكَ اللحمَ مُقرفٌ ومُقزّز، إذا لم يمنعكَ عن الحرامِ إلَّا الإشمئزاز والقرف إذًا فأينَ أوامرُ اللَّهِ منكَ يا ابنَ آدم؟
وعَلَاَمَ تُسلّط الضوء على ما هو مُحرّم في العموم؟
إنْ صادفكَ ما يُخالفُ عقيدتكَ فتجاوزهُ على الفورِ، ولا تجعلهُ محورًا لحديثكَ مع غيركَ، ولا تُعطيهِ أكثرَ من التجاهُلِ، فنَحنُ في أيَّامٍ اللَّهُ بها عليم، الفتن تكثُر ولا تَقِل؛ فإيَّاكَ أنْ تكونَ عونًا للشيطانِ على أخيكَ المُسلم.