بدا عليها الدَّهَش والحَيْرة ممّا سَمِعَتْ، فكيفَ لماعزٍ أنْ يكونَ ابنها، بل ويُناديها بأُمّي؟
إلتمَّ المعيز حولهُ بعدما سَمِعوهُ وقد نطقَ بلسانٍ بشري.
حملقتْ بهِ الأرملة البيضاء وسألتهُ عن ابنها، أخبرها أنَّهُ هو لكنَّهُ تحوّلَ لماعزٍ دونَ أنْ يدري السبب، لم تُصدَّق مقالتهُ ونعتتهُ بالجنّي.
أحاطهُ المعيز من كُلّ جانبٍ حتّى أصبحَ في دائرةٍ مُغلقة، نادى مُنادٍ منهم أنْ أقيموا عليهِ حدَّ الخيانة!
أخذَ يستغيث بالحكيم ليّن لكنَّهُ فاجأهُ بقوله: لا تلومنَّ إلَّا نفسكَ نقي، فقد دخلتْ بيننا وحسبناكَ منّا، ولم نَكُن نعلم أنَّكَ جاسوس، والجاسوس في شرعنا محرومٌ من الرأفةِ ولا عُذرَ له.
أخذوا يضربوهُ بحوافرهم حتّى أوجعوه، نادى الأرملة البيضاء لكنَّها لم تُصدَّقهُ حتّى أخبرها بالحساءِ والشعرةِ السوداء، ذرفت عيناها وتابعتْ: ولدددددددي.