إستيقظت الأرملة البيضاء من قيلولتها، أخذتْ تبحثُ عن ولدها فلم تَجده، ظنَّتهُ ذهبَ ليبتاعَ شيئًا ما وسيعود.
دلفتْ الحظيرة لترى ما إذا كانَ قد نظّفها كما طلبتْ منهُ أم لم يُبالي، فوجدتْ المعيزَ وقد أصبحوا مُنّظمين، شَعرتْ بتغييرٍ قد أحدثوهُ لكنَّها لم تستدلّ عليهِ بشيءٍ معنوي ملموس.
جلستْ تُحدّثُ نفسها: أينَ أنتَ يا ولدي؟
ولماذا تأخرتَ كُلّ هذا؟
بل ما الذي دفعكَ لأنْ تذهبَ دونَ أنْ تُخبرني؟
كاد قلبي أنْ يحترقَ من خوفي عليك.
اِقتربَ منها نقي، وأخذَ يتمسحُ بقدمها حتّى رفعتْ رأسها ونظرتْ إليه، ثُمَّ أردفتْ: يا لكَ من ماعزٍ حنونٍ تُذكّرُني بابني البارّ!
أرادَ نقي أنْ يُخبرها بأنَّهُ هو ابنها ذاته، لكنَّهُ تحوّلَ إلى ماعزٍ في غمضةِ عَين.
تساقطتْ عَبراتها على رأسه، فنطقَ بأعلى صوته: أُمّي، ولم يَكُن يعلم أنَّ لسانهُ الآدمي لا زالَ موجودًا!