آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مريم توركان
  5. لا تعتذر فقد جَفَّ البئر

قصّة قصيرة

أرادَ الجدّ أنْ يُعلِّمَ حفيدهُ أمرًا فاصطحبهُ إلى حقلهِ ذات صباح. 

لتَكُن صبورًا بُنيّ فالدُّنيا خدّاعةُ المُتعجلين، مقهورة أمامَ الصابرين، ضعيفة مع أقوياءِ اليقين، خاسرة إنْ واجهتْ أنقياء الضمير. الحفيد بتأففٍ: سئمتُ العَيشَ مع النَّاسِ جدّي.

الجدّ بعدما رَبَتَ على كتفه: ولأجلِ هذا جئنا إلى هُنا بُنيّ. 

الحفيد بعد أنْ حَكَّ رأسهُ في إشارةٍ منهُ لعدم الفَهم: لم أفَهم جدّي. 

جلسَ الجدّ تحتَ ظِلّ شجرة السدر العتيقة، بجوارِ بئرٍ لا يَقِلُّ عنها عتاقةً، وأخذَ يُحدّث حفيده بموقفٍ شَهِدهُ في صِغره. 

رأيتُ أبي يتحدّثُ مع أحدِ جيراننا في الحقل المُجاور، يُحدّثهُ بلُطفٍ ولَين، لكنَّ الجار قد عَلَاَ صوتهُ ولم يُقدّرُ حديث أبي، فما كانَ من أبي إلَّا أنْ تركهُ وعادَ ليُكمِلَ ريّ الأرض، لحظاتٍ وذهبَ الرَجُل لحقله، تعجبتُ من فِعلِ أبي فوضّحَ لي ما غابَ عن عقلي الصغير حينها؛ أنَّهُ إذا حَدَثَ بينكَ وبينَ أحدهم سوء فَهمٍ فكُن أنتَ البادئ في التوضيح، فإنْ لم يُنصت لك فاتركهُ وامضي حيثُ كُنت، حينها سيعلم أنَّكَ تجاهلتَ لبقاءِ الودّ بينكما، فسيهدأ ثورانهُ ويعود لأطواره، وسيأتيكَ مُعتذرًا إنْ كانَ هو المُخطئ. 

وبالفِعل جاء الجار مُعتذرًا بعدَ عودتهِ لحقلهِ بساعة، رَحّبَ بهِ أبي وتعانقا بعد أنْ صَفَا القلبان، لكنَّ الذي أدهشني هو ردُّ أبي عليهِ حينَ قدّمَ اِعتذاره، سَمِعتُ أبي يقول له: لا تعتذر فقد جَفَّ البئر! 

سألتُ أبي التوضيح قبلَ أنْ يذهبَ جارنا، لكنَّهُ اِنتظرَ حتّى تناولا مشروب الشاي المصنوع على نارِ الحطب، وتحدّثا سويًا بأمرِ المحصول الزراعي الذي سيقومانِ بزرعهِ بعدَ حصادِ المحصول الحالي، وبعدها ذَهَبَ جارنا لحقله، بينما أنا أتلهفُ سماع السِرّ وراء هذهِ المَقولة. 

أخذني أبي وسارَ بي بعض الخُطوات لأرى أكبر بئرٍ في البلدة، بئرٌ عميق وعتيق، لكنَّهُ جَفَّ بعدَ أنْ نَضبَ مورده، سألني أبي: هل تستطيعُ أنْ تملأهُ بحملكَ الماء من مكانٍ آخر ووضعهِ فيه؟

أجبتُ بالنفي، تبسمَ لي قبلَ أنْ يُردف: حاتم ولدي العزيز، هذا البئرُ هو أعمقُ بئرٍ في البلدةِ كُلّها، نَضبَ موردهُ مُنذُ زمنٍ بسببِ ما فعلهُ بهِ أحدهم، لا تُكثر عليّ سأقُصّ عليكَ ما حَدَثَ لتفهمَ أكثر.. كان يا ما كان، في سالفِ الزمان، شَخصٌ يُدعى إحسان، أحَبَّ الخيرَ لكُلِّ إنسان، فكانَ يُهدي من خيرِ أرضهِ الأهلَ والجيران، لكنَّ جارهُ حُسين صارَ منهُ غضبان، لحقدٍ تعلّمهُ من الشَّيطان، فكَرِهَ الخيرَ لإحسان، وفَكَّرَ في شيءٍ يُقصيهِ عن المكان، فكانَ القتلُ ظُلمًا، ومُوارةِ جسدهِ ببئرِ الماءِ عَمدًا، فحَدَثَ ما لم يتبادر يومًا للأذهان، زادَ الماء ويكأنَّهُ فيضان، لتطفو جُثّة إحسان، ظَلَّ البئر يفيض حتّى أفسدَ الزرع ودَّمّرَ الأطيان، تنبَّهَ حُسين فعَلِمَ أنَّهُ سبب الخراب والدمار، سَلَّمَ نفسهُ للنيابة العامّة، ليُجازى على فِعلتهِ وقد كان؛ فقد حُكِمَ عليهِ بالإعدام، هدأ الفيضان، وعادَ البئر كما كان. 

حسنًا أبي، ولكنْ أينَ سِرّ المَقولة؟ 

ربتْ أحمد على كتفهِ بحنانٍ وأضاف: بعدها بفترةٍ سادتْ القطيعة بينَ أهلِ البلدة، وتغيّرتْ المُعاملات فيما بينهم، ويكأنَّ شَّيطانًا قد زادَ النارَ حطبًا فكادَ الجميع يتقاتلونَ لأتفهِ الأسباب، حتّى خَطَبَ فيهم أبي الشيخ حاتم _رَحِمَهُ اللَّه_ وكانَ إمامًا للمسجدِ حينها، فدعاهم للتصالُحِ والتصافي فيما بينهم، والعودة للتمّسكِ بكتابِ اللَّهِ وسُنّة رسولهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم_ كما كانوا قبلَ أنْ يُقتَلَ إحسان، ويَسكُن البئر شَّيطان، سَمِعوا لهُ وأطاعوا فتحوّلَ ماءُ البئرِ لنار، تلتهب بالحقد، وتَقوَى بالحسد، وتتضاعف بالفُرقة. 

أصابَ البور مُعظم أراضي البلدة، أضحى الجوع ضيفًا لبعض الأهالي، تذكّروا نصيحة شيخهم حاتم _رَحِمَهُ اللَّه_ فتقاسموا اللقمة بينهم، وساعدَ غنيّهم فقيرهم، كما سكنتْ الرحمة قلوبهم، وتعاظمتْ أخلاقهم، وسادَ الحُبّ مُجتمعهم. 

ظَلّوا هكذا حتّى مضتْ السنون، وكَبُرَ أبناء البنون، فلم يعرفوا للإنحرافِ سبيل، طبعهم شهمٌ نبيل، أصلهم طيّب أصيل، لا يفتأ أحدهم يُخطئ حتّى يعتذر، غادرَ شَّيطان البئر البلدة؛ حيثُ لم يَجدْ لنفسهِ مكانًا بينهم، وهُنا جَفَّ البئر، لتعودَ السكينة والطمأنينة للأرض قبلَ الأنفُس. 

كانَ أحدهم يزور حقلهُ بجوارِ البئر فوجدهُ قد جَفَّ، عادَ ليُخبرَ الأهالي، فشاهدَ أحدهم يعتذر للآخرِ فصاحَ قائلًا: لا تعتذر فقد جَفَّ البئر، ثُمَّ وضّحَ لهم، وصارتْ مقولة مأثورة، نقولها لمَن أخطأ كي نُذكّرَ بعضنا بماضينا، وكي لا يكونَ عليهِ حرج.. أفهمتَ حاتم؟

أومأتُ لهُ ثُمَّ عانقته، ومن حينها لا تُفارقني هذهِ القصّة، فكُلّما شاهدتُ موقفًا مُشابِهًا ذكرتُ (لا تعتذر فقد جَفَّ البئر) وذَّكّرتُ بِها. 

والآن سأسألكَ ذات السؤال: أفهمتَ مَقصِدَ ما قصصتهُ عليكَ أحمد؟ 

أحمدَ بعدما قَبَّلَ جبينه: أجل جَدّي، وسأروي ما قصصتهُ عليَّ لأصحابي؛ كي تعمّ الفائدة، لا حُرمتُكَ جَدّي. 

تبسمَ الجَدّ وأردف: ولا حُرمتُكَ أحمد ابنُ قلبي. 

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350548
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205165
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190270
4الكاتبمدونة زينب حمدي176687
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138492
6الكاتبمدونة مني امين118845
7الكاتبمدونة سمير حماد 112692
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103892
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101254
10الكاتبمدونة مني العقدة98587

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

774 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع