حينَ تظُنّ أنَّ البلاءَ قد لَزِمَكَ ولن يُرفَع، حينَ تيأس رُغم اصطباركَ على قضاءِ اللَّه، حينَ تفقِد شغفك، حينَ تخور قُواك، حينَ يَضعُف الأمل بداخلك، حينَ تسري الغُصّة بحلقك، حينَ تتحسس قلبكَ فتجدهُ مكسورًا، حينَ تنظُر لنفسكَ في المرآةِ فلم تجدها كما عاهدتها، حينَ يَشيخُ شبابكَ ويَشيبُ رأسكَ قبلَ المَشيب، حينَ يتهكم عليكَ مَن كانَ مُناهُ أنْ يُلقي عليكَ السلام، حينَ تتعرى الوجوهُ حولكَ وتُكشَف الحقائق بمرارتها، حينَ تُظلَم في نفسكَ ومالكَ وولدك، حينَ يُغدَر بكَ مِن مَن أمنّتهُ عليكَ، حينَ تفقد بَسمتكَ بفِعلِ فاعل، حينَ لا تجد لنفسكَ مكانًا رُغم رحابة الدُّنيا، حينَ يُشَتت ذِهنك من كثرةِ الضغوطات.. اِعلم أنَّ اللَّهَ تولّى أمرك وسينصركَ من فوقِ سبع سماوات.
اللَّهُ رَّبّكَ الذي خلقكَ وكرّمكَ وأكرمكَ لن يُضيّعكَ، رَّبّكَ الذي يعلمُ ما يُنّغصُ ليلكَ والنهار، رَّبّكَ الذي يَسمعُ أنينَ صدركَ الذي ضيّقتهُ الهموم، رَّبّكَ الذي يَرى دَمعكَ الجامد من هَولِ ما حَدَثَ لك، رَّبّكَ الذي يَنظُرُ لقلبكَ المكسور لِمَا أصابهُ من ظُلمٍ، رَّبّكَ الذي يُعجبهُ منكَ فألكَ الحَسن، وحُسن ظنّكَ بهِ وثقتكَ في عدلهِ، رَّبّكَ الذي يراكَ تُجاهد لتَبقى على نقاء رَّوحكَ وطهارة قلبكَ، رَّبّكَ الذي يَعلمُ أنَّكَ تصبر لأجلهِ، وتتحمل بُغية وجههِ.. أتظنّهُ يترككَ في مُنتصفِ طريقٍ قدّرَ لكَ أنْ تسلكهُ؟
حاشاهُ أنْ يفعلَ ذاك، لن يترككَ أبدًا، وسيوصلكَ لبرّ الأمان، لن يترككَ للهموم، لن يترككَ للبلاء، لن يترككَ لنفسك، لن يترككَ أبدًا لن يتركك.. كُن على يَقين.
لا تَنظر لنفسكَ في عيونِ مَن حولك، بل انظر لنفسكَ بعيونٍ تُحبّك، لا تعبأ بأراءِ غيركَ فيكَ؛ لأنَّكَ أدرى بنفسكَ منهُ.
لا تحزن فورّبّ مُحمّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لينصرنَّكَ اللَّهُ نصرًا عزيزًا.
كُن بخيرٍ لأجلكَ فمِثلكُ لا يَليقُ بهِ سوى الخير.
لا تَنسَ يومًا أنَّ اللَّهَ قد جمّلكَ، رُّبما تغيرتْ نظرتكُ لنفسكَ بفِعلِ البلاء، لكنَّكَ باللَّهِ حَسنٌ، وستظلّ لأنَّ اللَّهَ معك.