سيّدتي العزيزة حينَ تخرُجينَ من بيتكِ لعملكِ إنْ كُنتِ بحاجةٍ إلى المال، مُلتزمةٌ بالضوابطِ الشرعية في تعامُلكِ مع الأجانبِ عنكِ من الرّجال، تحفظينَ اللَّهَ وتُراعينَ الآداب العامّة، فأنتِ امرأةٌ تستحقّينَ الاحترام والتقدير، والإشادة والتشجيع.
لكنَّ عملكِ هذا لا يُغني عن حاجة بيتكِ لكِ؛ حيثُ مُرعاة شؤون بيتكِ، وتربيتُكِ لأولادكِ بمعيّةِ بعلكِ، والاهتمام بنفسكِ وزوجكِ.
لا حَرَجَ من عملكِ بجانبِ دوركِ كَأُمٍّ وزوجة، وإنْ كانَ دوركِ هو الأهم بكُلِّ تأكيد، لكنَّ اِذا اِقتضتْ الحاجة أنْ تعملي فليُعنكِ اللَّه.
سيّدتي العزيزة لا تجعلي ضغوط العمل تَسلبكِ حنانكِ الذي هو أساس سعادة بيتكِ، واحذري أنْ تَفقِدي أعصابكِ، فإنَّ الهدوء راحة، والغضب لا يأتي بخيرٍ خاصّةً وإنْ كُنتِ قد فقدتِ صبركِ مُسبقًا.
سيّدتي العزيزة لا تجعلي عملكِ يُؤثر على شخصيتكِ الطَيّبة، بل اجعلي شخصيتكِ مُؤثرة في محلّ عملكِ؛ بأخلاقكِ السامقة، والتزامكِ بالجِدّية، ومعرفتكِ لحدودكِ، وعدم السماح للآخرين بالتعدّي على تلكَ الحدود، وعدم الخوض فيما لا يخصّ العمل.
سيّدتي العزيزة خُذي حِذرَكِ من زُملاء العمل، فلا تُجاريهم في الأحاديث، ولا تُمازحيهم في الفُكاهات، ولا تُشاركيهم الفضفضات، فكُلّ ذلكَ يَرفعُ الكُلفة بينكِ وبينهم، وإذا رُفِعَتْ الكُلفة فقدتِ حياءكِ الذي هو أساس كُلّ خير.
ززُملاء العمل هُم ليسوا محارمكِ، ومحارمكِ هُم كُلّ مَن حُرِّمتِ عليهم بالدَّمِ والرضاعة، لتفيقي من الغفلة، زُملاء العمل لا يربطكِ بِهم رابط؛ لذا التعامل يكون في حدودِ العمل، وبمُجرّدِ اِنتهاء العمل ينتهي تعامُلكِ معهم، هكذا يقول العقل.
سيّدتي العزيزة أنتِ امرأةٌ ناضجة تعلمينَ حدود ما أنزلَ اللَّهُ على رسولهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فلا تدعينَ أحدًا يتحكّمُ بكِ عن طريقِ عقلكِ، لا تدعي أحدًا يُسَمّم أفكاركِ بكلامٍ مغلوط، لتُعملي عقلكِ يا فهمانة، ولتعلمي أنَّ مَن أرادَ بكِ سوءًا أفقدكِ حياءكِ، وإنْ فَقدتِ حياءكِ فماذا تملكينَ بعد؟
أتعلمينَ سيّدتي العزيزة أنَّ الغربَ يُحاولُ مُنذُ مئات السنين أنْ يُفقِدَ المرأةَ العربية حياءها، يُحاولُ بكُلِّ ما أوتيَ من قوّة، ويدفعُ في سبيلِ ذلكَ بلايين الدولارات، دونَ كَللٍ أو مَلل، ولم ييأس.
أراكِ تنساءلينَ: لِمَ كُلّ هذا؟
لأنَّكِ أساس تَقدُّم المُجتمع وتخلُّفهِ سيّدتي العزيزة، ولأنَّهم لا يُريدونَ للعربِ أنْ تقومَ لهم قائمة، كانَ لا بُدَّ من قصمِ ظهر العرب في نسائهم، فقد بحثوا طِيلةَ أعوامٍ عديدة عن سببٍ باِستطاعتهِ ضرب العرب في مَقتلٍ فلم يجدوا أنفسَ منكِ سيّدتي العزيزة، يُريدونكِ سلعةً، يُريدونكِ سهلةً، يُريدونكِ مُتاحة لأيّ أحد، لذا يُخاطبونَ فيكِ الغرائز باسم حقوق المرأة، وإثبات نفسكِ وأشياءَ من هذا القبيل، ولو عَقلتِ الأمور سيّدتي لعَلِمتِ أنَّهم كاذبون!
فلو كانتْ حقوق المرأة تعنيهم في شيءٍ لمَا تصدّرتْ دولهم دول العالَم في الإغتصاب، بل لمَا جعلوا المرأة سلعة تُباع وتُشترى لراغبي تفريغ الطاقة.
أتعلمينَ يا سيّدتي العزيزة أنَّ أكبر دليل على كذبهم هو مُتاجرتهم بعِرضِ النساء، ووأد شرفهنَّ، وإفقادهنَّ حياءهنَّ.
سيّدتي العزيزة لتكوني قدرَ المسؤولية التي وُضِعتِ فيها، ولا تَنسينَ أبدًا أنَّ تقدّم المُجتمع وتخلُّفهِ يقع على عاتقكِ.. كوني حَذِرة يا رعاكِ اللَّه.