يُقالُ فلانٌ قلبهُ أخضر؛ لفرطِ نقائهِ، إذ اللون الأخضر الآسر والمُميّز يَدُلُّ على شِدّةِ النقاء.
صغيرتنا خضراء القلب، أخذتها خُطواتها إلى الحديقةِ الخضراءِ بوسطِ المدينة، فجلستْ بوسطها وأخرجتْ كُتيّبًا من حقيبتها، وأخذتْ تقرأهُ ونسمات الهواء الطَلق تُداعِبُ وجنتاها.
نظرتْ لثوبها فإذ هو بلونِ قلبها والذي هو بلونِ الحديقةِ أيضًا!
ما هذا الجمال!
سمعتْ صوتًا يقولها، نظرتْ فلم تجد أحدًا، كرّرَ ثانيةً لكنَّها أيضًا لم تَجد أحدًا، تجاهلتْ الصوت حتّى اهتزّتْ الأرض من حولها، هزّة خفيفة جعلتْ الزهور تتشكل على هيئةِ شابٍّ ظاهر القلب بلونهِ الأخضر.
أصابها الخوف فاقتربَ منها وقال:
صغيرتي الجميلة لا تخافي، فأنا حارس الحديقة ولن أضرّكِ أبدًا.
دُهِشَتْ من هولِ المشهد وتابعتْ:
حارس الحديقة؟!
ابتسمَ فتطايرَ العبيرُ منهُ وتابع:
أجل، ولم أسمح لأحدٍ برؤيتي عداكِ صغيرتي؛ فأنتِ مَن أعدتِ للحديقةِ روحها الضيّاءة بعدَ انطفائها.
هي بذهول:
أنا، كَيف؟
أجابها:
أجل أنتِ، قد فعلتِ بقلبكِ الأخضر يا صاحبته، فقد استمدّتْ رّوح الحديقة طاقتها الخضراء من قلبكِ، فعادتْ ضيّاءة كما كانتْ.
ابتسمتْ حتّى بدتْ نواجذها وشكرتْ حارس الحديقة، ثُمَّ قطعتْ عهدًا على نفسها أنْ لا تترك الحديقة؛ كي لا تنطفئ ثانيةً.
طهارةُ القلبِ.. رزقٌ لصاحبها ومَن حوله.