هاتكلم النهارده عن حاجة مُهمة جدًّا، نقول: سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته، ويلا بينا.

كتير جدًّا بنسمع كلمة مسحور، أو حدّ عمله سِّحر، لحد كدا تمام، تمام، لكنْ اللي مش تمام بقى الفهم الخاطئ لمعنى السِّحر، والإنطباع الغلط اللي واخدينه عن الساحر.

مُعظم النَّاس فاهمة إن الساحر دا خارق، يقدر يعمل أيّ حاجة في أيّ حد في أيّ وقت، ودا مش صحيح؛ علشان الساحر بعد ما بيكفر ويبيع دينه للشَّيطان، الشَّيطان بيعقد معاه اِتفاق بالطاعة، يعني زي ما الساحر أطاعهُ في الكُفر، هو كمان هايُطيعه في أذية اللي عايز يأذيهم.

فالساحر يبدأ يطلسم ويجهّز السِّحر المُراد أيًّا كان نوعه، بعدها بيستحضر خادم ليه من الشَّياطين يُوكّلهُ بحَمل السِّحر وإيصاله للشخص المُراد، وكمان يأمره بحفظ السِّحر عن طريق مُلازمته للمسحور.

اللي بيحصل بعد كدا يا بني آدم إن المسحور بيُصاب بالأذى الجسدي واللي بطبعه بيّأثر على النفسية، فتلاقي المسحور مهموم، مغموم، حزين، وطبعًا آثار السِّحر بتظهر في صورة مرض.

دا اللي يقدر يعمله الشَّيطان، يُلحق بالعبد ضرر بليغ، لكنْ وحُطّ خمسين خطّ تحت كلمة لكنْ، ليه بقى يا مريم؟

علشان تركز في اللي جاي بعدها، لإنه مُهم.

لكنْ الشَّيطان مالوش قُدرة التحكُّم والسيطرة على العبد، ما يقدرش يأمرك وينهاك، ما يقدرش يحكم على بني آدم، أصلًا مش من حقّه يحكم ويتحكّم، والساحر ما يقدرش يتحكّم في المسحور إطلاقًا، الساحر بيأذي المسحور بمعاونة الشَّيطان مش أكتر من كدا، لكنَّه مالوش قُدرة على توجيه المسحور والتحكُّم في سلوكه وأفعاله، والسيطرة عليه، والسِّحر نفسه ما هو إلَّا ضرر يُصيب المسحور بإذن اللَّه، أنت مُتخيّل دا معناه إيه؟

معناه إيه يا مريم؟

هاقولك: معناه إن الشَّيطان لو كان ليه قُدرة وتحكُّم وسيطرة كان يعمل اللي هو عايزه، وطبعًا اللي هو عايزه كُلّنا عارفينه؛ نشر الكُفر، والإفساد، وأذية البشر، واِحتلال الأرض، اللي هو أصلًا مالوش مكان فيها بعد ما تمّ نفيه للبحر.

وإذا كان إبليس ضعيف جدًّا وليسَ لهُ أيّ قُدرات تحكُّم في البشر.. فما بالُكم بالساحر وهو خدّام إبليس؟؟!

السِّحر هو إلحاق الضرر بالمسحور، وطبعًا الضرر دا لا يتحقّق في عبد مُصلّي ذاكر للَّهِ سُبحانَهُ وتعالى، كمان الضرر دا بيعلو ويهبط على حسب تحصين الإنسان.

*************

أقولك حاجة حلوة: خلليك مع ربّنا، اِلتزم الطاعة، حافِظ على صلاتك، حافِظ على أذكار الصباح والمساء، داوم على تلاوة القرآن الكريم حتّى لو هاتقرأ صفحة كُلّ يوم، حافِظ على ذِكر اللَّه.. علشان نجاتك وحصانك في كدا.