ذهبتْ إلى الأسطبلِ بعد ما ضاقَ صدرها من هَولِ ما يَحملُ من همومٍ وأحزان، دلفتْ وأسرعتْ إلى خَيلِها الأصيل، لتُزيحَ بعض همومها بحضرته.
وقفتْ أمامهُ، نظرتْ إليهِ ونَظَرَ إليها، ويكأنَّهُ يأذنُ لها بالحديث، اقتربتْ منهُ أكثر، ثُمَّ وضعتْ جبهتها على جبهته، وأغمضتْ عيناها لتنسابَ عَبراتها كما لو كانتْ حبيسة وأُطلِقَ سراحها.
أخذتْ تُفضفص معهُ بالشعورِ حتّى لامستْ عَبراته، مسحتْ عَبراتهِ وقبّلتهُ بينَ عينيهِ وربتتْ بحنانٍ على جبينه، ثُمَّ أطعمتهُ بعض الحلوى كما عوّدته.
بعدها امتطتهُ وأخذَ يجري بها حتّى أنساها ما كانَ من أمرها.