ذهبتُ لأبحثَ عن شيءٍ ما، فصادفتني صورة جورب أبيض بناتي، أخذتني تلكَ الصورة إلى أعوامٍ مَضين، فوجدتني أقفُ أمامَ أُمّي بوجهٍ بشوش وبسمةٍ أخَّاذة، لتضبطَ لي ربطة العُنق بعدَ أنْ إرتديتُ مريلةٍ بلونٍ بيج، وجورب دانتيل أبيض وحذاءٍ أسود.
ضبطتْ لي ربطة العُنق ثُمَّ صفّفتْ لي شعري الفاحم، تاركةً سراح بعض خُصلاته.
ذهبتُ بعدها بصُحبةِ أحد إخوتي الكِبار، حتّى إذا ما وصلنا إلى بابِ المدرسة، دلفتُ بينما هو يُشيرُ إليَّ بيدهِ فيما معناهُ لا تقلقي فأنا هُنا، ودّعتهُ ببسمتي المعهودة وروحتُ لأبحثَ عن طابور الصباح الخاصّ بالصفّ الأوّل الابتدائي!
كانتْ المدرسة بالنسبةِ لي كَطفلةٍ صغيرة هي آخر الدُّنيا، بل هي الدُّنيا بذاتها، فبها صنوف البشر، وبها غُرفٌ عديدة، وكذا نباتات وملعب كُرة قدم شاسع المساحة.
أراني أنظرُ إليَّ وأنا باسمةٌ مُتفائلةٌ أطلبُ العِلم بروحٍ مُتحمّسة وعقلٍ نَشط.
دقائق معدوداتٍ قضيتها شاردٌ ذهني فيما مضى.. لكنَّ صورتي الماضية لم تزل بداخلي كما هي، مع اِختلافٍ بسيطٍ في الظاهر، وهو نُضج الملامح.