سألتُ الصدفة أن تُهدي لنا آخر
لقاء مع الشبيه جميٌل زاخر
قد سكنَ الليل ودقَّ ناقوس البواخر
أتت مُحمّلة بالمسكِ والعنبرِ والزعفران
شبيهُ روحٍ أهدانيهِ الرحمٰن
في عتمةِ ليلٍ ظمأن
مُميّزٌ مبهرجٌ عذبُ اللسان
أبيضُ القلبِ بَهيُ الطلّةِ نبهان
أيا صدفًة محقت ما أذرفَ العينان
فكانَ الفرحُ والسعادة والوجهُ بَسمان
وتزينت المآقي بالنظرِ للقمر ذو الجمال
ما أصعبَ الدنيا إنْ خلتْ من الوصِال
ما أتعسَ الحياةَ إنْ لم يَكُن بها حُبًّا وصّال
سُبحانَ مَن يهدي القلوب لبعضها
ليُنبتَ الأملَ بعِجافها
وينثرَ الشذى بعبيرها
سُبحانَ مَن خَلقَ الأرواح وهو أعلمُ بها
أيا صدفًة قد أزهرت بالقلبِ فرحًا وسرور
وأهدت للنفسِ قبسًا من نور
أتت لتزرعَ بالقلبِ بساتين وزهور
حَدّثتني أنَّها بأمرِ اللَّهِ كانت
ولعهدِ ربّها ما خانت
فالصُدف أموٌر قدرية
لا مُصطنعة ولا قهرية
سُبحانَ مَن خلقَ الإنسان
كرّمهُ ونّعمهُ وعلّمهُ البيان
سُبحانهُ ذو الجلالِ والإكرام
والمدد والطَولِ والإنعام.