آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مريم توركان
  5. جدّتي أُمّ علي

الفِراق أشدُّ ما يؤذي الأحبّة، فبهِ تتألم النفوس وتُوّجع القلوب، وتتوقد نارُ الشوق، ويتعبُ الجسد.

كانت جدّتي أُمّ علي _رحمها اللَّه _ تُحبُّني كثيرًا فجعلت علاقتها بي ليست علاقة جدّة بحفيدتها وحسب، بل صاحبة مع صاحبتها، فكنتُ لا أُخفي عليها أمرًا ولا أُفشي لها سرًّا، كما كنتُ شديدة التعلُّقِ بها، ففى صغرى كنتُ أظنُّها كائنٌ لا يموت.. حتّى كبرتُ وعلمتُ بأنَّها حتماً سترحل، فأصابني الحُزنُ على الفِراق لا أكثر، ولَكَم تمنيتُ أن يكونَ موتي قبلها ولكنَّ الأعمار بيدِ اللَّه، ولكُلّ أجلٍ كتاب، تلقيتُ خبر وفاتها بذهولٍ وتسليمٍ لأمر اللَّهِ وصبرٍ كما كانت تُوصيني، ماتتْ في فترةٍ كنتُ أحوجُ ما أكونُ إليها فيها، ولكن قدَّرَ اللَّهُ وما شاء فعل. 

مرّت الأيَّام التي كُنتُ أظنُّها لن تمُرّ، وأضحت جدّتي أُمّ علي ذِكرى من الماضى فرحمها اللَّه. 

كثيرًا ما كنتُ أُنصِتُ لحضرتها _رحمها اللَّه_ إذ كانت تحكي لى قِصصًا من حياتها، كما كانت تنصحني بنصائحٍ لا ينصحنيها غيرها، كانت تُحبُّني كثيرًا وتدعو لي أكثرًا، وتُهديني وتُدللني.

جدّتي كانت هي الأمان بالنسبةِ لي، فما عانقتُها إلَّا وغشيتني الطُمأنينة، وما قَبّلتُ يُمناها إلَّا لأراها مُبتسمةً فيسعد قلبي، لم أكُن أعلمُ للفقدِ معنًا في حضرتها، بل لم يكُن في حُسباني أنَّها سترحل رُغم يقيني بذلك. 

قد رأيتُ الرضا مُتجسدًا في جدّتي _رحمها اللَّه_ فكانت شاكرة ذاكرة حامدة لذا لَزِمَتها السعادة. 

قد كنتُ طفلةً مُدللةً تُحبّ اللعب وتهوى المرح ولا يُفارقُها الضحك، فكنت أقضي جُلّ يومي ببيتِ جدّتي؛ حيثُ اللعب والضحك والمرح، بالإضافة لنومِ القيلولة الهادئ بجوارها _رحمها اللَّه_ ثُمَّ الاستيقاظ على أذان العصر لنُصلّي سويًا ومن ثَمَّ تسقيني بعض العصير وتُطعمني ببعض الحَلوى. 

حينَ بلغتُ مرحلة الثانوية العامّة فَرِحَت بي ولي كثيرًا وجاءتني لتُهنأني ومعها ما أُحِبُّ من العصائر والحَلوى، ثُمَّ دعتني لقضاءِ يومٍ معها كالأيَّام الخوالي، فَرِحتُ وفعلتُ ما أرادت فكانَ أفضل يومٍ _طيلة مرحلتي تلك_ على الإطلاق؛ إذ كُنتُ أمرحُ بحضرتها وأسعدُ ببسمتها وأضحكُ فأُضحِكَها حتّى أنشدتُ لها ما تُحِبُّ من أناشيد الأطفال لجدّاتهم، لم أكتفي بذلك فجعلتها تترك فِراش المرض وجلسنا نتأمل فيما مَضى، ونأمل فيما هو آت. 

جدّتي لم تترك لي ذكريات فحسب، بل زرعت في نفسي الكثير والكثير من القيم التي لا تُمحَى ولو مُحِيَت الذاكرة. 

أذكُرُ حينَ تقدّمَ لي أحدُهم فأجمعوا رأيهم أنَّهُ مُناسب، إلَّا أنَّ جدّتي لم ترى في وجهي القبول، فأسرّت لي بأنْ أُحدّثها بما في نفسي ففعلتُ فشدّت على يدي، ونصحتني بألَّا أفعل شيئًا يُتعبني ويُرضيهم، ثُمَّ جلست وأوضحت لهم فكانَ الحقُّ معها فاستجابوا لها. 

ما أجمل الجدّات إن كُنَّ كجدّتي.. كُنتُ أذهبُ لزيارتها فتُفاجئني بشرائها فُستانًا تَراهُ يليقُ بي فأرتديهِ وأقضي بهِ وقتي معها، كما كانت تُهديني بجلابيبٍ مُميّزة وجميلة، بالإضافة لأشياءٍ أُخرى. 

ولأنَّها جدّتي وصاحبتي فكانت تعلمُ ما يُفرحني وما أُحِبُّ وأُفضل، في إحدى الزيارات جَلستُ كما طلبت منّي _رحمها اللَّه_ لحظات وأتتني بطعامٍ قد أعدّتهُ خِصيصًا لي مُضيفةً لهُ بعضًا من السمن البلدي، وجعلتني أتناولهُ بمُفردي وهي تنظر إليّ، سألتُها فأجابتني بأنَّها قد سبقتني إلى الطعام وأنَّها تسعد كثيرًا حينَ تراني أتناول طعامي. 

رُغم كثرة أحفادها إلَّا أنَّ لمريم مكانة خاصّة في السويداء لا يُضاهيها معها غيرها. 

جدّتي ليستْ امرأة والسلام، بل هي بعضًا من عُمري وجزءً من رَّوحي وشطر قلبي. 

كَذَبَ مَن قالَ أنَّ الليالي مُنسياتٍ والحقُّ إنَّ الليالي مُذكّراتٍ ما كانَ بينَ الأحبّة من أعوامٍ مَضين. 

لا أنسى طعام جدّتي _رحمها اللَّه _ وطريقة طهوها لهُ؛ فقد أطعمتني أفضل مكرونة بالصلصة، وكبدة بلدي، وبطاطس مهروسة بالسمنة البلدي، وشعيرية بلدي، والأرز، والكنافة بالسمنة البلدي الغارقة في العسل، والفراخ البلدي، وكذا البط، والفايش الغارق في السمنة البلدي والمُحلّى بالعسل، والكثير من الأطعمة الأُخرى، كما كانت تَسقيني اللبن بيديها حتّى أرتوي.

جدّتي أُمّ علي _رحمها اللَّه_ كانتْ لي وتدًا؛ فلا قلقٌ ولا غيرهِ ما دامَ الأمانُ يغشاني في حضنها الدافئ، ولا هَمٌّ في حضرة لسانها الذاكر، ولا غَمٌّ بمجاورة قلبها الشاكر، ولا حُزنٌ بحضرة تبسمها الرائق.

جدّتي كاد الشوقُ يقتُلني 

وكأنَّ الحُبّ أهملني 

والجراحُ تقطُنني 

والرّوحُ لفِراقكِ تؤلمُني 

ومَن غيرُكِ يا جدّة يسألُني:

عن حالي وما يشغلُني 

عن هدفي وحلمي 

عن فرحي وحُزني

عن ضحكي ودمعي 

عن كلامي وصمتي 

عن نسياني وذكري

عن حُبّي وبُغضي 

عن مريم.. عن نفسي!!!

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333840
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189709
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181357
4الكاتبمدونة زينب حمدي169726
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130949
6الكاتبمدونة مني امين116770
7الكاتبمدونة سمير حماد 107768
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97846
9الكاتبمدونة مني العقدة94970
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91620

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

790 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع