شابٌّ في ريعانِ شبابهِ، أعطاهُ اللَّهُ قدرًا من الجمالِ كَسائرِ أشقائنا في غزّةَ، قوّيُ البنية، مُتفائلةٌ هي نظرتهِ للحياة، وبرُغمِ الحصار ثُمَّ الحرب والإبادة الجماعية، إلَّا أنَّهُ كانَ يحتفظ ببريقِ رَّوحهِ الأخَّاذ، يُضاحِكُ هذا ويُساعدُ ذاك، يبتسمُ لذلكَ ويُخففُ بكلماتهِ هموم أولئك، حتّى تغيّرتْ حياتهُ تمامًا أو قُلْ اِنقلبتْ رأسًا على عقب، حينَ تمَّ اِعتقالهِ من قِبلِ قوات المُرتزقة الإسراء..ئيلية.
ثلاثونَ يومًا يتمّ تعذبيهِ بأنواعِ العذاب المُختلفة، تعذيب بدني ونفسي، ناهيكَ عن اِنتهاكِ حُرمة الأمان الجسدي، والسلام النفسي، ليخرُجَ بعدها مذعورًا خائفًا مرعوبًا، جاحظ الخضراوين، عُقِدَ لسانهُ عن الكلام، فما شاهدهُ وما حَدَثَ لهُ أودى بسلامهِ النفسي، ليخرُجَ إنسانٌ آخر غير الذي دلف المُعتقل.
واللَّهِ لو لم يَفعل بني صهي..ون غير تلكَ النظرة بعيني بدر دحلان، لكانتْ كفيلة بأنْ يقومَ لهم العرب قيامةَ رَجُلٍ واحد، فيُقاتلونهم حتّى يُخرجونهم منها أو يُدفنونَ بها.. لكنَّ العربَ لا يُبالون.