في إحدى المرّات أردتُ أنْ أكتُبَ رواية قصيرة (نوفيلا)، فبدأتُ في كِتابتها بالفِعلِ وانتهيتُ منها بعد أيَّام، فرحتُ وهممتُ بتجهيزها وتنسيقها قبلَ إرسالها لدار النشر الإلكتروني التي أتعامل معها، لكنَّ القدر كانَ لهُ رأيٌ آخر؛ نسّقتها وحفظتها في ملفِ وورد، وروحتُ لأُرسلهُ فإذ بي قد حذفتها!
حذفتها ولم أكُن قد احتفظتُ بمسودةٍ لها، حُذِفَتْ بحذافيرها ولم يتبّقى لي منها سوى الاسم والفِكرة بعقلي، حزنتُ كثيرًا جدًا، وأخذتُ أُحاولُ استرجاعها بشتّى الطُرق إلَّا أنَّني لم أُوّفَق.
صبرتُ على حُزني وحمدتُ اللَّهَ أنَّ الفكرة لم تزل بعقلي، وبعد أيَّامٍ عاودتُ كِتابتها من جديد، صحيح أنَّها لم تَكُن بنفسِ الكلمات الأُولى التي كتبتُ بها المحذوفة لكنَّني لم أركن لحزني.
وللعِلمِ فإنَّني لستُ هاوية مجال كتابة الرواية؛ لكنَّني دلفتهُ من بابِ التجريب، تجريب نوع أدبي لم أعهدهُ من قبل، وبفضلِ رَبّي كتبتُ فيه بعض الروايات القصيرة، وتعلّمت بعضًا من أسراره.. لكنْ تظلّ القصّة القصيرة هي الأقرب لقلبي.