هل سألتَ نفسكَ من قبلُ إنْ كُنتَ برئيًا من مَظالمِ النَّاس؟
هل تنامُ كُلّ ليلة حُرًّا من ظُلمكَ لغيرك؟
لتحسب عددَ السنون اللاتي عيشتها على ظاهرِ الأرض، ثُمَّ لتطرح منها عددَ ما مَضى منها دونَ جِنايتكَ بحقِّ غيركَ ولو بكلمة، حينها ستعرف كم هو عُمرك الحقيقي؟
لا تحسب نفسكَ نزيهًا إنْ كانَ لأحدهم عندكَ مَظلمة، حتّى وإنْ تُبتَ ودعوتَ وصلّيتَ يتوّقف غُفران الغفّارُ لكَ بمغفرةِ صاحبِ المَظلمة.
اليومَ أنتَ في دُّنيا وتمشي على ظاهرِ الأرض، غدًا ستُحملُ على الأكتافِ وتُقبرُ بباطنها وتقوم قيامتُك.
هي دُّنيا أيا أُخيّا، لتَكُن رحلتكَ فيها خالية من مَظالمِ غيركَ من المخلوقات، أراكَ تتساءل: أويُمكنُ لغيرِ البشرِ أنْ يكونَ لهُ بحقِّكَ مَظلمة؟
بالطبعِ أجل، فكُلُّها أرواحٌ كَروحكَ أنتَ يا ابن آدم، لكنَّكَ تَنسَ وتتناسى ذلكَ بعض الأحيان، لكنْ لتضع نصبَ عينيكَ أنَّ مَظالم المخلوقات لا يغفرها اللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى حتّى يغفروا هُم.
مَظالم غيرك من البشر هيّنة وإنْ بدتَ غير ذلك، في كُلّ الأحوال يُمكنُكَ أنْ تستمحهم وتردّ لهم حقوقهم، لكنَّ الأصعبَ على الإطلاق أنْ يكونَ لحيوانٍ مظلمةٌ برقبتك، حيوانٌ مقطوع اللسان يشكو حالهُ إلى الرحمٰن، قُلْ لي بربّكَ كيفَ تتحلّل من مظلمتهِ تلك؟
إذًا الأسهل والأفضل لكَ أنْ تتّقي اللَّهَ في نفسكَ فلا تظلمها بظُلمِكَ لغيرك.