يَحدُثُ أنْ يكونَ ألمكَ هو مُعلّمُكَ الأصغر، أراكَ تتساءل: أوهُناكَ مُعلّمٌ أكبر؟
بالطبعِ أجل، إنَّهُ الصّبر، مُعلّمٌ من الدرجةِ الأُولى، بإمكانهِ أنْ يجعلكَ تتقبّل مُرّ القضاء، لكنَّهُ ليسَ الدفاع إلى فِعلكَ ذلك.
إنَّ الدافعَ الحقيقي وراء تقبُّلكَ قدرًا لا دخلَ لكَ به، هو نابعٌ من قلبكَ الذي هو محلّ الحُبّ؛ ولأنَّكَ أحببتَ ربّكَ فرضيتَ بكُلِّ ما قُدِّرَ لكَ وعليك.
الحُبُّ هو مُحرّكُ وقود الصّبر، فبلا حُبٍّ لن تَجدْ صبرًا، وأفضلُ الحُبّ على الإطلاقِ هو حُبُّ، حُبٌّ بلا زَيفٍ أو خديعة، حُبٌّ لا يُضاهيهِ حُبّ، حُبٌّ لا غِنى عنهُ للفِطرةِ السويّة، فالنفس جُبِلَتْ على حُبِّ مَن أحسنَ إليها.. فكيفَ لها بمَن خلقها وكرّمها وأكرمها؟
طبيعيٌ جدًّا أنْ لا يتعلّق القلب إلَّا بمَن فطره، ولا يَكُن مرتعًا لأيّ بَشرٍ والسّلام.
إنَّ الحُبَّ مراتبَ وأنواع، أعظمُها مرتبةً وأشرفُها نوعًا هو حُبُّ اللَّهِ ورسولهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وكذا الأنبياء والرُسل، ثُمَّ الصحابةَ والتابعين، والمُصلحينَ الصالحين.
أمَّا عن حُبِّ الأبوينِ والزوجةِ والولد فهذا أمرٌ فِطريٌّ بحت.
سُبحانَ مَن طَّهَر القلوبَ وأضاءها بحُبِّهِ!