الحمدُ لِلَّهِ الذي إذا مَنَعَ أعطى، وإذا أعطى زادَ وجاد، الحمدُ لِلَّهِ الذي يُؤخرُ لحكمة، ويمنعُ برحمة، ويغفرُ الذَلّة، الحمدُ لِلَّهِ الذي يُبعِدُ الأحبابَ ليُقرّبَ الأحِبَّاء.
ليسَ الأهل دومًا هُم مَن تربطكَ بهم الرحم، فرُبَّ أخٍ لم تلدهُ أُمّك، ورُبَّ عمٍّ لم يحملهُ ظهر جدّك، ورُبَّ خالةٍ لم تلدها جدّتك، وقِسْ على هذا الكثير.
من بابِ التحدُّثِ بنعمةِ اللَّهِ المَنّان فقد أنعمَ عليَّ بأهلٍ دونَ عصبي، وأشّقاء دونَ رَحِمي، وأقرباء دونَ دَمي، فلهُ الحمدُ الكثير، والشُكرُ الجزيل.
من بينِ هؤلاءِ أهداني شِيَم، وما أدراكَ ما شِيَم؟
قلبٌ بحُبِّ اللَّهِ يحيا، وبحُبِّ رسولهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم_ يتقوّى.
شِيَم رَّوحٌ جَمّلها اللَّه، تسعى لتبلُغَ رضاه، زيَّن
اللَّهُ قلبها بالخير، وأعانها على مُساعدةِ الغير، وميّزها عن غيرها، فهي شِيَمٌ واحدة ومَن مِثلها؟
شِيَم هديّةُ الرحمٰنِ لمريم، فهي الحبيبة، القريبة، الصاحبة، الصدوقة، الخَلوقة، الشهماء، السامقة والحسناء.
شِيَم أَمَرَ اللَّهُ قلبي فكانَ الحُبُّ في جلاله، فاللهمَّ صُحبة دُّنيا وجنّة.