عانَ حتّى كَوّنَ أُسرتهُ الصغيرة، وضاعَفَ جُهدهُ فعَمِلَ في أكثر من عمل؛ كي يستطيع توفير حاجياتهم الأساسية.
يَخرُج من بيتهِ صباحًا ولا يعود قبلَ الواحدة صباحًا، يعود مُنهكًا مُرهقًا لا يَقوى على خلعِ حذائه، تُساعدهُ زوجهُ الحنون في تبديلِ ملابسه، ثُمَّ تُطعمهُ بيدها بعض اللُقيمات قبلَ أنْ يَغيبَ في النوم.
ظَلَّ الحال هكذا حتّى تَقررَ تخفيف الأحمال بقطعِ الكَهرُباء لمُدَدٍ بعينها.
صَعَدَ بالمِصعدِ الكهرُبائي توفيرًا للوقتِ والجُهد، أثناء ذلكَ تمّ قطع الكَهرُباء دونَ سابق اِنذار، ممّا أدّى إلى اِختناقهِ داخل المِصعد فماتَ على الفور.
وهكذا اِنتهتْ حياتهُ وكأنَّهُ لم يأتِ الدُّنيا بعد.. لكنَّ الحُزن كُلّ الحُزن على مَن تركهم.