أترى الكَمّ الهائل من الثواني قارئ العزيز؟
فضّلتُ أنْ نبدأ جولتنا بمنطقةِ الثانية، لسببٍ أراهُ هامًّا من وجهةِ نظري، فالثانية رغم أنَّها جزءٌ من الوقت إلَّا أنَّهُ لا أحدَ يُعيرُها أدنى أهمية؛ رُّبما لأنَّها أصغرُ جزءًا في الساعة، ورُّبما لأنَّها هي بداية التوقيت، فتمَّ نسيانها وتعويض قيمتها بالدقيقة، ورُّبما لعدم اِغتنامها وضياعها دونَ الإستفادة منها.
هذهِ المنطقة عزيزةٌ على قلبي قارئ العزيز، فهي بدايةُ التوقيت ولولاها ما وُجِدَتْ الدقيقة ولا عُرِفَتْ الساعة، مِنطقة الثانية هذهِ أُلّقبها بمنطقةِ الجُندي المجهول؛ لعِظَمِ أهميتها وأهمية دورها وثِقَلِ مركزها من الساعة.
هذهِ الثواني المُتراكمة التي تراها هي أساسُ العُمر، تذهب دونَ عودة، تُؤدي دورها بإتقانٍ شديد، تَحزنُ إنْ هي ضُيّعَتْ دونَ فائدة، وتفرح إنْ تمَّ اِغتنامها، ولحُزنها وفرحها علامات.. ها هي هُناكَ انظر لترى.