أمعِن النظر لتَرى قارئ العزيز، ها هي الثواني تقترب من بعضها البعض، ثُمَّ تلتحم ويكأنَّها كُتلةٌ واحدة، لتَخرُجَ الدقيقة الواحدة.
حقًّا ما هذهِ الروعة!
يسيرنَ بنظامٍ صارم، كُلٌّ قد عَلِمَ مكانهُ ومَهمته، لذا تراهم جادّينَ مُنشغلينَ بعملهم.
إنَّ مَثَلَ الثواني كَمثلِ المُضحي في سبيلِ الخير؛ فهي تُضحي بنفسها لأجلِ الدقيقة، وتُضحي بعالَمها لإعمارِ منطقة الدقيقة.
أتعلمُ قارئ العزيز أنَّ الصدقَ في التضحية لا يجلبُ إلَّا الخير؟!
ها هي الثانية تُضحي لأجلِ الدقيقة، والدقيقة تُضحي لأجلِ الساعة، التضحية هُنا عمليةٌ مُستمرة تَنُمّ عن العطاءِ بلا مُقابل.
ما هذا الذي أراه؟
لنقتربَ أكثر قارئ العزيز كي تتضحَ لنا الرؤية.