توّقف قارئ العزيز فأنتَ بحضرةِ حرم الثانية، هذا المكان يُسمَّى حرم منطقة الثانية، هو الفَيصلُ بينها وبينَ منطقة الدقيقة، تتكوّن فيهِ الثواني لتعبُرَ الحدود في ثوبٍ جديد، ثوب الدقائق.
أتراها كم هي مُرتبكةٌ هذهِ الثواني الذاهبة من هُنا إلى هُناك، تسيرُ بنظامٍ لا يُمكن تعدّيه، تقومُ بعملها على أكملِ وجهٍ وبتفاني، لتُكوّنَ لنا الدقائق.
انظر إلى تلكَ الثانية الواقفة دونَ حراكٍ هُناك، أتعلمُ ما الذي جعلها تتمردُ هكذا؟
إنَّها العِشرة، فقد أَلِفَتْ منطقتها ولم ترغب في مُغادرتها، ظنّوا أنَّها تخرج عن النظام فقاموا بحبسها بعيدًا عن بقيّةِ إخوتها، ممّا تسببَ في حُزنها حتّى أنَّها أضحتْ لا قيمةَ لها.
أتظنّهم سيتركونها لماكينةِ دهس النافقاتِ من الثواني، بالطبعِ لا، لأنَّ دورها رئيسي بينَ إخوتها، لذا سيتمّ الإفراج عنها عندَ بدء إنهيارها، واِنهيارها معناهُ أنَّها اِلتزمتْ النظام ولن تتمردَ عليهِ مرّةً أُخرى.
ها قد أُفرِجَ عنها، وها هي تُسارعُ في اللحاقِ بإخوتها.
والآن لنعبُرَ الحدود إلى منطقةِ الدقيقة.