هاتكلم النهارده عن موضوع مُهم، نقول: سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته، ويلا بينا.
بعض النّاس بعد ما بيتجوزوا بينسوا إنَّهم بقوا مسؤولين عن حياة جديدة اِختاروها بكامل إرادتهم، واللي بيكون نتج عنها أطفال أنجبوهم بكامل رضاهم، فمش بيقوموا بواجبهم تجاه المسؤولية اللي حطّوا نفسهم فيها بكُلِّ سعادة.
بيحصروا مفهموم واجبهم في اللقمة واللبس والتعليم، والفُسح لو وقتهم سمح، بيهتموا بظاهر ولادهم وبيهملوا جوهرهم، بيعمّروا من برا ومش واخدين بالهم إنْ ممكن جوا يبقى خراب!
في ناس تانية بقى بتتجوز علشان نفسها هي وبس، من غير ما يعملوا حساب للبني آدمين اللي هايخلّفوهم، فتلاقي واحد متسربع ع الجواز وهو مُعدم بكُلِّ ما تحملهُ الكلمة من معاني، تمام، حقّك تعفّ نفسك، طالما مش هاتضرّ غيرك، لكنْ مش تُنجب أبناء أبرياء مالهُمش ذنب في حاجة خالص، حضرتك وحضرتها أنجبتوهم برضاكم، ومن غير ما تفكّروا حتّى هتعيّشوهم إزاي، وأنتوا عارفين إنّكم مُعدمين، دا بقى اللى مش من حقّكم؛ لإن استهتاركم دا سبب في تدمير ولادكم فيما بعد، وضياعهم، واِنحرافهم عن الطريق المستقيم، بل وجعلهم سبب من أسباب تخلّف المجتمع، إزاي يا مريم؟
هاقولك: ربّنا سُبحانَهُ وتعالى ادّانا عقل علشان نفكّر بيه، فأنت عايز تعفّ نفسك يا إنسان، عفّ نفسك بالحلال ودا حقّك، طالما لاقيت ناس شبهك وعايزين يعفّوا بنتهم زيّك، لكنْ بلاش تخلّفوا وأنتوا مش معاكم حتّى حقّ الوضع (الولادة)، مش هاقولك إنْ الطفل أوّل ما بيتزرع في رحم أُمّه بتبدأ حياته معاكم، وبتبدأ معاها واجباتكم معاه؛ يعني عايز يتغذّي كويس، تغذية سليمة صحيّة، وعايز جو أُسري هادي، ومليان دفء وأمان، علشان كُلّ اللي بيحصل في البيئة اللي والدته فيها بيأثر عليه وهو لسه بيتكوّن.
وعلى فكرة هو ما طلبش منكم تخلّفوه علشان حضراتكم تجيبوه الدُّنيا من غير ما تعملوا لحياته حساب، حضراتكم خلّفتوا بمزاجكم وكيفكم يبقى تشيلوا يا فندم نتيجة عملكم، بلاش تخلّفوا الولاد وتشيلّوهم همومكم اللي نسيتوها ساعة الخِلفة، ودا من عدم اِعمال العقل، الجواز مسؤولية كبيرة، حضرتك راجل وادّها اتفضل شيل، حضرِتك ست وشايفة نفسك ادّها اتفضلي شيلي، بس لازم تكونوا دارسين الشيلة اللي هاتشيلوها كويس.
إحنا دلوقتي في زمن صعب جددددًا، لو مش هاتجتهد في شُغلك وتبقى مُستقلّ مادّيًا مش هاتعرف تعيش، ولا هاتعرف تربّي عيال، الفقر كارثة، فبلاش تزيدوا الطينة بلّة.
مٰفيش حاجة اسمها الطفل بيجي ويجيب رزقه معاه، دي جُملة تدّل على الإتكالية والجهل، لإن اللي بيقسّم الأرزاق ربّنا سُبحانَهُ وتعالى، لكنْ حضرتك بقى مسؤول تشتغل وتسعى علشان تجيب للروح اللي خلّفتها رزقها اللي ربّنا قاسمه ليها، ومطلوب منك شرعًا وإنسانيًا تعيّش طفلك أفضل عيشة، مش تخلّفه علشان يشتغل ويصرف على حضرتك بعد طبعًا ما تحرمه م التعليم وحقّه في إنه يكون إنسان نافع.
******************************
أقولك حاجة حلوة: اشتغل على نفسك واتقي اللَّه فيها، بعدها فكّر ألف مرّة قبل ما تُقدم على خطوة الزواج ثُمَّ الإنجاب، بُص للدُّنيا حواليك وشوف إمكانياتك وعلى أساسها قرّر.
بلاش تتواكل، لكنْ توكّلَ واسعى واجتهد وربّك هايراضيك، حتّى لما تتجوز وتخلّف تعرف تربّي عيالك وما تحرمهُش من حاجة، ولا تقصر معاهم في شيء.. وكُلّهُ محسوب عند ربّك.