نقول: سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته، ويلا بينا.
إزيّك، يا اللي أنت بخير.
بتقول: لأ مش بخير!
إزاي؟
بتقول: إنَّك مهموم وحزين.
طب ما دا حال مُعظمنا دا لو مش حالنا كُلّنا.
طب والحلّ إيه يا ستو مريم؟
هاقولك يا عمو، لما تلاقي نفسك مهموم وحزين كدا، يبقى لازم ولا بُدّ وحتمًا تجري تتوضأ وتصلّي ركعتين للَّهِ، وتسيب عيونك تسلّم على سجادة الصلاة.
يعني إيه يا مريم؟
يعني تبكي يا عمو مريم، آه تبكي وتبكي على قد ما تقدر كمان، الدموع دي أطهر وأصدق دموع بتنزل من عيونك.
وإيه كمان يا ستو مريم؟
بعدها تفتح مُصحفك وتقرأ ما تيسّر لكَ من القرآن الكريم، حتّى لو هاتقرأ صفحة واحدة، وادعي ربّنا كتير، كتير خالص وأنت على يقين بإنّ دُعاءك مُستجاب.
نيجي بقى لموضوع إنّك مش بخير.
نيجي يا ستو مريم.
جُملة أنا مش بخير، دي جُملة مش حلوة ولا تليق بعبد قلبه موصول باللَّهِ بل وعمران بحُبِّ اللَّه، أنت يا عمو مؤمن وموّحد باللَّهِ فعيب عليك تقول جُملة زي دي.
أيوا يا مريم، لكن........
مش لكن ولا حاجة، طالما بتؤدي الفريضة، محافظ على قُربك من ربّنا، بتحبّ ربّنا، بتدعي باللي نفسك فيه لحدّ حبيب، بتتمنّى الخير لغيرك، مشغول بنفسك ومش مركز مع حدّ، بتسعى، بتتعب، بتجتهد، بتاخد بالأسباب، بتتوكّل على مُسبّب الأسباب، بتعافر، أنت كدا بخير جدًّا.
فهمت يا عمو قصدي إيه؟
فهمت يا ستو عمو.
أقولك حاجة حلوة: لما تلاقيها ضاقت خالص، وبقى مش ليها حلّ سيبها لربّنا يحلّها من عنده، في حاجات مهما عملنا هي مالهاش حلّ غير عند ربّنا.
كُلّ اللي أنت عايزه ومحتاجه، كُلّه كُلّه موجود عند ربّنا، يبقى خلليك ذكي وعلى طوووول أسرع إلى اللَّهِ، خلليك مع ربّنا، حاجتك عنده سُبحانَهُ وتعالى بلاش تضيّع وقتك وعُمرك في حاجات مالهاش لازمة بعد ما عرفت حاجتك فين.