في رمضان الماضي قامَ إمام المسجد بعملِ مُسابقةٍ بعد صلاةِ التراويح، فقدّرَ اللَّهُ لإخوتي الفوز، فكانتْ الجوائز عبارة عن حلوى وآيس كريم، حينها كُنتُ جالسةً مع أخي نتحدّث ونتضاحك أثناء مُشاهدتنا لمُسلسلٍ بعينه.
جاء أخي الصغير فَرِحًا يُناديني: مريم، مريم، مريااااااااااااااااااااااااااااام قد فوزنا في المُسابقة، وأخذتُ بعض الحلوى كَجائزة، وأخذَ أخيكِ الآخر مثلما أخذت، أمَّا أخينا الأكبر فقد أخذَ آيس كريم بالمانجو، وطلبَ منّي أنْ أتركَ المسجد وأعود للبيتِ لأُعطيكهُ، ها هو تفضليه.
فرحتُ كثيرًا جدًا وسعدتُ بجائزةِ أخي نبض قلبي، وأخذتهُ وقبلَ أنْ أتناولهُ تساءلت: لماذا لم يتناولهُ أخينا الأكبر يا يوسف؟
ردَّ بسرعة: قال لي هذهِ الجائزة لمريم فلتُسرع في إيصالها إليها.
حَمدتُ اللَّهَ وتناولتهُ وقد كانتْ تلكَ اللحظة من أسعد لحظات حياتي.
تفكّرتُ في هذهِ الذكرى فتيّقنتُ أنَّ رزق العبد محفوظٌ من الربّ، ولا يُمكن أنْ يُخطئهُ بأيّ شكلٍ من الأشكال، فالآيس كريم اِبتاعهُ إمام المسجد، وأعطاهُ لأخي نبض قلبي كَجائزة على فوزهِ في المُسابقة، وأخي نبض قلبي أعطاهُ لأُخيّا فأعطانيهِ، جاءني الآيس كريم دونَ أنْ أُفكّرَ فيه، بل جاءني دونَ جُهدٍ منّي حينَ أرادَ اللَّه.
اِنتهتْ السهرة في المسجد، وعادَ أخي نبض قلبي لألقاهُ ببسماتي وضحكاتي، بينما هو يُخبرني أنَّهُ حينَ أخذ الجائزة من الشيخ جُولتُ بخاطره، فقال: هذهِ لمريم ومريم لها أهلًا.
تهللتْ أساريري لمقالته، وأخذتُ أمتدحهُ، وأمتدح الآيس كريم الذي لا زال طعمهُ عالقًا بذاكرتي.