دائمًا ما أُفضّلُ النوم مُبّكرًا، لكنْ حَدَثَ ما جعلني أتأخر بعض الوقت؛ إذ أنَّنا الآن على مَقرُبةٍ من فصلِ الصيف، مَوسم قطع الكَهرُباء بالتساوي على مستوى الجمهورية.
كانَ نصيب منطقتنا من قطع الكَهرُباء هو ساعتينِ في النَّهار، بعدها قَلَّ تدريجيًا ليُصبِحَ ساعة؛ لوجودنا في منطقة حيوية، والمُفترض ألَّا تُقطَع بها الكَهرُباء، المُهم.. هذهِ الساعة التي حُدِّدَتْ لمنطقتنا كانتْ بالنَّهار قبلَ أنْ تحمو الشَّمس هكذا.
لكنْ وبعدَ أنْ تصيَّفَ الربيع، أضحتْ الكَهرُباء تنقطع ساعتها هذهِ بالليل، الغريب في الأمرِ أنَّهُ كُلّما ذهبتُ للنومِ تُقطَع الكَهرُباء، حتّى أنَّ جميع مَن في البيتِ لاحظوا ذلك.
فبدأوا من الغدِ يستعدّونَ لفعلِ شيءٍ، فحينَ هَممتُ بالذهابِ للنوم، شغلني إخوتي ببعضِ الأحاديث، ثُمَّ ذهبتُ للنومِ فقُطِعَتْ الكَهرُباء، أخذ أخي يُنادي: أيقظوا مريم، أيقظوا مريم.
وبالفِعلِ لم أَنَم، الأدهى أنَّ الكَهرُباء قد عادتْ!
نَظَرَ إليَّ أهل البيت جميعًا، ثُمَّ أخبروني بما يُحدِثهُ نومي في تلكَ الساعة تحديدًا.
لم أعرف كيفَ أردّ عليهم، فقد أخجلتني الكَهرُباء، قررتُ ألَّا أنامَ تلكَ الساعة، وأخرتُ موعد نومي ساعة فتقررَ قطع الكَهرُباء في تلكَ الساعة.
حسنًا إذًا.. ألهذهِ الدرجة يُزعجكِ نومي يا كَهرُباء؟