لا تحزن إنْ حَدَثَ عكس ما تَمنّيتَ ورجوت، فللَّهِ تدبيرٌ آخر غير الذي بعقلك، وتدبيرهِ سُبحانَهُ وتعالى لا يخلو من اللطفِ والرحمة، ففي كُلِّ الأمورِ وشتّى الأحوال أنتَ بخيرٍ فلا تقلق، حتّى وإنْ ظننتَ غير ذلكَ، حتّى وإنْ شعرتَ بغيرِ ذلك.. أنتَ بخيرٍ لأنَّ اللَّهَ معك، أنتَ بخيرٍ لأنَّكَ تركتَ لهُ تدبير ما خرجَ عن سيطرتكَ وصبركَ من الأمور، أنتَ بخيرٍ لأنَّكَ فوّضتَ أمركَ إليه، أنتَ بخيرٍ لأنَّكَ مُتوكّلٌ دومًا عليه.
أنتَ بخيرٍ لأنَّ اللَّهَ ميَّزكَ عن غيركَ بما أنتَ فيه، فلا قرينَ ولا شَبيهَ لكَ فيه، أنتَ بخيرٍ لأنَّكَ ما تلّونتْ، أنتَ بخيرٍ لأنَّكَ ما تغيّرتْ، أنتَ بخيرٍ لأنَّكَ كما أنتَ مُنذُ خِلقتكَ وإلى الآن.
أنتَ بخيرٍ لأنَّكَ تَحملُ ما لا تقدرُ على حَملهِ الجبال، أنتَ بخيرٍ لصمودكَ أمامَ الأهوال، أنتَ بخيرٍ لقوّتكَ المُستمدة من الكبيرِ المُتعال، أنتَ بخيرٍ يا راضيًا بكُلِّ الأحوال.
لا تحزن وأَبشِر.. عن أنس بن مالكٍ رَضيَ اللَّهُ عنهُ قال: قال رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ" رواهُ الترمذي وحَسَّنهُ.