لا يُمكنُ لأحدٍ أنْ يحلَّ محلّ أحد، لذا فإنَّ مقولة لو كنت مكانك، مُستفزة جدًّا؛ لأنَّهُ ببساطة شديدة لا أحد يحلّ محلّ أحد.
من الإحسانِ إلى النَّاسِ أنْ تتركَ كُلٌّ على راحته، لا تُكثر عليهِ حالَ حُزنه، ولا تزيد عن حدَّكَ معهُ حالَ فرحه، فلكُلٌّ منّا طاقة قابلة للنفاذ في أيّ وقت.
لا يهمني أمر غيري إلَّا مَن سمحتُ لهم بدخولِ دائرتي الخاصّة، يهمني أمرهم كما يهتمّونَ هُم لأمري، هكذا هي الحياة أعطني حُبًّا وسأردّهُ لكَ ضعفين.
أنا بخيرٍ كلمتانِ ثقيلتانِ عليَّ حينَ أردّ بهما على سؤال الإطمئنان عليَّ، وأنا بخيرٍ صحيح.. لكنْ بينَ الخير والخير فرق؛ فأنا عائشة لازلتُ على قيدِ الحياة فأنا بخيرٍ والحمدُ لِلَّهِ، أمَّا أنْ تكونَ نفسي كَفراشة مُحلّقة في فضاءِ الكونِ الفسيح، نتيجة كثافة طاقتي التي مُيِّزتُ بها عن غيري، ويُغرّدُ قلمي بينابيعِ الأمل، ليُشعِلَ الأملَ في النفوسِ الحزينة، ويُذهبَ عنها بعض الضيق، لتحلَّ الإبتسامة محلّ العبوس.. إذًا أنا بخيرٍ.
حينَ تطيرُ بعض أفكاري قبلَ أنْ أسطرها بدفتري، ألومُ ذاكرتي وأمقُتني بالهرم، وأودُّ لو تناولتُ الأوميجا 3، إلَّا أنَّ ذاكرتي غضبتْ منّي فذّكرتني أنَّني كُنتُ قد ابتعتُ الأوميجا 3 مُسبقًا لكنَّني كُنتُ أتجاهلها مرّة وأنسى تناولها مرّات.
ما أعجبني.. حقًّا أضحكتني نفسي الأبية، الصامدة، الصابرة، مُحبّة السعي، كارهة التواكل والعجز والكسل.
الطقسُ حارٌّ جدًّا ويكأنَّ الشَّمسَ تُمطرنا باللهب، لكنْ إنْ كانتْ الأسقُف لا تحجب الحرارة.. فكيف حال منهم هُم تحت خطّ الفقر؟
تُرى كيفَ هي الحياةُ بالنسبةِ لهم؟
عجيبٌ أمر الذاكرة تُنسينا ما نودُّ الإحتفاظ بهِ، وتحفظُ لنا ما نودُّ أنْ ننساه!
تفكّرتُ في الأوميجا 3 فراودني سؤال: إذا كانتْ ذاكرة السمك من أضعف الذاكراتِ على وجهِ الأرض.. كيف يُصنع من زيتِ السمكِ مقوّي للذاكرة؟!
أتحدّثُ عن مواضيعٍ كثيرة بمقالي هذا، نتيجة الأريفة التي تُلازُمني هذهِ الأيَّام.. لكنَّ الأريفة لها اِحترامها، فهي التي جعلتني أتفرّغُ لعالَمِ الصمت العميق، وحينَ يَحدُثُ هذا تكثُر كتاباتي؛ لمُلازمتي لرفيقِ دربي ومِنّة رَبّي (قلمي العزيز).