يعني إيه يا مريم أرباب البيوت دي ؟
هاقولك: أرباب جمع رب والرب هُنا معناه صاحب البيت، أرباب البيوت معناها رجالة البيوت.
بقولك يا عمو، واسمع مني مش هاتخسر حاجة.
طبعًا يا عمو حضرتك كُنت عارف وأنت رايح تطلب إيد المدام من أبوها، إن نتيجة الجواز دا هتكون في صورة أطفال أبرياء ،حضرتك والمدام جبتوهم الدُّنيا من غير ما تاخدوا رأيهم.
جرى إيه يا مريم، دا ربّنا سُبحانَهُ وتعالى هو اللي بيرزق بالعيال مش إحنا ،وبعدين هو كان أهلنا خدوا رأينا لما جابونا.
تمام.. طب اسمع بقى يا عمو، طبعًا ربنا سُبحانَهُ وتعالى هو اللي بيرزق بالعيال، بيرزقك بيهم كأمانة من تمليك، يعني حضرتك مُجرّد مؤتَمن عليهم مش مالكهم، شريطة إنك تكون أهل وكفؤ للأمانة دي.
يعني إيه يا أستاذة مريم؟
يعني يا عمو، المفروض عقلًا وشرعًا إنَّك قبل ما تخبط على بيوت الناس تطلب إيد بنتهم، تكون جاهز من مجاميعه، مش ناقصك ولا حاجة.
تكون جاهز عقليًا ونفسيًا وبدنيًا ،بدنيًا يعني يكون جسمك سليم مفيهوش مرض يمنعك من الزواج.
وطبعًا لازم ولا بُدّ وحتمًا تكون جاهز ماديًا، يعني قادر تفتح بيت وتشيل مسؤولية زوجة وأولاد.
ع فكرة يا عمو خللي بالك إنك هاتكون مسؤول أمام اللَّه سبحانهُ وتعالى مسؤولية كاملة عن إعفاف زوجتك وكفاية أهل بيتك كلهم عاطفيًا.
يعني إيه يا مريم، معلش مش فاهم.
هاقولك يا عمو: يعني زي ما حضرتك متجوز علشان تعف نفسك، فبنت الناس اللي ربك رزقك بيها هي كمان هتعف نفسها بيك، طبعًا دي نقطة واضحة ولا داعي للخوض في تفاصيلها.
بالنسبة بقى لجزئية إنك مسؤول عن كفاية أهل بيتك كلهم عاطفيًا.. بص يا عمو هللا هالله ع الجد والجد هللا هالله عليه.
طبعًا يا عمو حضرتك عارف إن ثمار زيجتك بيكون أطفالك ،أطفالك دول بني آدمين زيك بس في صورة مُصغرة.
عايزة تقولي إيه يا مريم؟
اصبر يا عمو وهتعرف، بني آدمين يعني لا هما خشب ولا حيطان ولا جماد.
بني آدمين يعني من لحم ودم ومشاعر وحط مليون خط تحت كلمة مشاعر.
المفروض واللي فرضه ربّنا سُبحانَهُ وتعالى عليك يا عمو طالما أنت كفؤ للجواز بالمعنى الحرفي لكلمة كفؤ، يبقى لازم تشبّع عيالك من مشاعر الحب اللي جواك، وتديهم حقهم من عاطفة الأبوّة اللي ربك زرعها فيك.
دا حقهم عليك، يعني لا حضرتك بتمن عليهم ولا حاجة، بالعكس لو حضرتك قصرت في أي حق من حقوقهم عليهم ربّنا سُبحانَهُ وتعالى هايحاسبك حساب عسير ،علشان دول أمانة ربّنا ليك زي ما سبق وقلت.
طب واللي ما يعرفش يا مريم ؟
يعرف يا عمو، مٰفيش حاجة اسمها ما يعرفش، دي حاجة فطرية، وبلاش شُغل اللي مش عارف حاجة دا علشان مالكش أعذار قدام ربّنا سُبحانَهُ وتعالى.
طالما حضرتك نويت تتجوز يبقى أكيد جهزت نفسك وبيتك وعلى أتم استعداد لتأسيس أُسرة صالحة تفيد نفسها والمجتمع اللي هي عايشة فيه، وبالمناسبة دي الغاية من الجواز، إعمار الأرض في صورة أُسر صالحة، لكن التناسل دا الوسيلة، فالجواز مش قضاء شهوة وحسب ،دا مسؤولية عظيمة أمام اللَّه والمجتمع.
حضرتك راجل عاقل ناضج راشد، أخدت قرار الجواز من قَرارة نفسك يبقى لازم تكون اد المسؤولية، بلاش تظلم أرواح بريئة لمجرد إنْ حضرتك كنت فاكر الجواز ضحك ولعب وحب وبس!
بلاش تجيب ولاد تشيلهم همومك ،وتسلبهم حقوقهم، وتدمرهم بحجة الظروف والفقر.
طالما حضرتك فقير يبقى تتعفف لحد ما ربّنا يغنيك من فضله غير كدا تبقى ظالم للي هاتجيبهم الدُّنيا من غير ما تعمل لهم حساب وابقى جهز نفسك لحساب ربّ العالمين.
الأكل والشرب والسكن والكسوة دي حاجات بسيطة من حقوق كتيييييير للأولاد على حضرتك يا عمو، ومن ضمن الحقوق حقهم في الشبع من الحب والحنان والعطف من حضرتك وسيادة المدام هانم.
دي حقوق ربّنا سُبحانَهُ وتعالى أحقّها من فوق سبع سماوات، يعني لا أنا ولا غيري اللي ابتدعناها.
اد الشيل شيل مش قده، مش عيب لكن العيب واللي ما يصحش فعلًا إنك تظلم غيرك وخصوصًا لو كان غيرك دول حتت منك.