ممّا لا شَكَّ فيهِ أنَّ العِلم نورٌ يُمحَى بهِ ظلام الجهل لا سيّما وإنْ كانتْ الأُمّية هي أظلم الظلام، وعليه فإنَّ محوها أوجب من تركها، والأُمّية كلمةٌ جامعة لكل ما غابَ عنهُ العِلم أو اِلتبست فيهِ الأمور.. ومن هذا المُنطلق تَعيّنَ على كُلّ ذي مِهنةٍ مُحاربة الأُمّية بمجاله؛ لنشر العِلم والثقافة، ومن المجالات التي يجب محو أُمّيتها مجال الإعلام؛ والذي يؤثر سلبًا على الدولة من خلال تضليل الشعب إنْ كانتْ الأُمّية الإعلامية هي المُسيطرة عليهِ، فيجب التكاتف من شتّى الجهات المعنية لفِعل ذلك.
كما يجب أنْ يتم توعية النشء بأهمية الإعلام من خلال برامج تثقيف إعلامي للطُلاب وعمل دورات تدريبية لخريجي الجامعات.
إنَّ الإعلام سلاحٌ فتّاك إنْ استُخدِمَ بمهنية وموضوعية، أمّا إنْ استُخدِمَ بغير ذلك فهو الأُمّية الإعلامية بحدِّ ذاتها، ولمحوها يجب تضافر الجهود وكثرة التعريف بالإعلام كرسالة لا كسلعة يستخدمها مَن يشاء كيفما شاء.
إنَّ وسائل التواصل الاجتماعي أثرّت سلبًا على محو الأُمّية الإعلامية؛ فبدلًا من إيجاد حلول أصبحت هي بذاتها بديلًا للإعلام الحقيقي من خلال تلّقي المُستخدمين الأخبار منها، وبالتالي فقد خلطت الصالح بالطالح؛ لتُخرج إعلامًا جديدًا يُعَدُّ وكرًا للأُمّية الإعلامية.
إذا أُريدَ الإصلاح فالبدء بالأساس، بالنشء من خلال إنتشار برامج التثقيف الإعلامي، والبرامج الإعلامية الهادفة ممّا يؤدي إلى زيادة الوعي، كما يجب الاستغناء عن البرامج التافهة والمُضللة، التي تستخدم الإعلام لأغراضٍ شخصية؛ فالشخصنة تُفقد الإعلامي ثقة مُتابعيه، وهكذا تعود الثقة بين الإعلام والمُتابعين، وتندثر الأُمّية الإعلامية.
مريم توركان
14/5/2023