تجمّدتْ البلدة بأكملها، كادَ البرد يقتل أهلها، غطّى الجليد كُلّ الأمكنة.
أسرعتْ الصغيرة (هنا) لرؤية المشهد العامّ، بكتْ لحال بلدتها، قد خبّأ الأهل الطيور بغُرفِهم الخاصّة، والأغنام بفناء الدور.
صمدت البلدة عِدّة أيَّامٍ لكنَّها لم تستطع الصمود أكثر من هذا.
بحثت (هنا) عن حلٍّ فلم تجد، أعادت البحث لكنْ دونَ جدوى.
أرهقها التفكير فوضعت يدها على صدرها، تفاجأت بدفءٍ قد غمرَ يدها وسرى بأوصالها، تحسست قلبها فوجدتهُ هو مصدر الدفء!
لمعت بعقلها فكرة، رُّبما تُساعد أهل البلدة بل والبلدة ذاتها؛ إذ رأتْ أنَّ الجليد لا يصمد في بيئةٍ دافئة، وعليهِ قرّرتْ أنْ تحلّ الأمر بطريقتها الخاصّة.
وضعت يدها على قلبها عِدّة دقائق، فإذ بها تُضيء كما تُضيء الشَّمس، مَن ينظر إليها يظنّها نارًا حارقة، لكنَّها أشّعة دافئة قد انبثقت من قلبها الحنون.
اقتربت من قطعة قماش، لمستها بيدها لكنَّها لم تشتعل، كرّرت الأمر لكنَّهُ لم ينجح.
جربت الأمر على البشر فرأت التأثير، طافت على بيوتات البلدة، دقائقَ معدوداتٍ وكانت البلدة تشع ضوءًا دافئًا كَضوءِ الشَّمس في نهارِ الشتاء.
انصهرَ الجليد حينَ عادت إليهم مشاعر الدفء والحنان.. وقفت (هنا) تتحسس قلبها وتقول:
يكفيني أنْ أكونَ أنا صاحبتك وتكونَ لي خير دليل.