الحُبُّ نِعمة جميلة من نِعَمِ اللَّهِ التي تُحصَى ولا تُعَدّ، تُحفَظ هذهِ النعمة وتكتمل بالزواج، والزواج لا بُدَّ وأنْ يكونَ ناجحًا كي يستمر الحُبّ.
ولإنجاحِ الزواج أسباب عِدّة، منها على سبيلِ المِثال لا الحصر: التوافُق العَقَدي، والأخلاقي، والفِكري، والنفسي، والعِلمي، والاجتماعي، وأخيرًا المادّي، وهذا بالطبعِ إضافةً إلى الحُبِّ والقَبول.
أمَّا أنْ يكونَ الحُبّ هو الأوحد دونَ غيرهِ ممّا ذُكرَ أو حتّى بعضًا منها، فإنَّ مصير هذا الحُبّ سينتهي بفشلِ الزواج؛ إذ أنَّنا نعيشُ اليوم عصرًا عصيبًا بالمعنى الحرفي للكلمة، لذا كانَ لا بُدَّ من داعمٍ للحُبّ، فالحُبّ وحدهُ لا يكفي، أبدًا لا يكفي، إذ الحُبّ لن يُغيّر من فِكرٍ شَبَّ عليهِ أحدهم، يُقالُ أنَّ المُحبَّ يُمكن أنْ يتغيّرَ ليُرضي حبيبه، وهذا نادرًا ما يَحدُث.
الحُبُّ حُبٌّ بحدِّ ذاتهِ لا يُمكن أنْ يُعوَّضَ عنهُ أو يُعوَّضَ به؛ إذ الحُبُّ لا يَسُدُّ جوعًا ولا يَقضي ما يقضيهِ المال، ولا يرفع مُنحطّ الشأن، كما لا يُؤدِبُ مُفتقرًا للأخلاق.
الحُبُّ هو أنْ أسندكَ وتسندني، لا أنْ أكونَ عبئًا عليك، وتكونُ سببًا في همّي وحُزني.
الحُبُّ هو أنْ أدعمكَ حالَ حاجتكَ للدعم، سواء معنويًا أو مادّيًا.
الحُبُّ هو ألَّا أُحمّلكَ فوقَ طاقتك، وأنْ تكفيني ولا تجعلني أحتاجُ شيئًا.
الحُبُّ هو أنْ نُفكّرَ سويًا فيما سنتركهُ لأبنائنا إنْ قدّرَ اللَّهُ لنا ذلك، سواء تركة معنوية كَالسيرة الحَسنة، أو تركة مادّية.
الحُبُّ هو أنْ أُحبَّ لكَ الخير حتّى وإنْ كانَ مع غيري من خلقِ اللَّه.
الحُبُّ يحتاجُ إلى قلبٍ طاهرٍ نظيف، وروحٍ نقيّة، ونفسٍ راضية، وعقلٍ حكيم، كي يَبقى حُبًّا.
الحُبُّ هو أنْ أخشى عليكَ غضب اللَّه، فلا أترككَ تبتعد عن طريقهِ وأغضّ طرفي عنك.
الحُبُّ هو قلبانِ اِجتمعا على حُبِّ اللَّهِ ورسولهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ثُمَّ على حُبِّ بعضهما البعض بُغية وجه الرحمٰن.
الحُبُّ هو أنْ تكونَ وديعتي عند الرحمٰن، فلا يمضي يومٌ إلَّا وقد أودعتكَ الرحمٰن، ليطمئنَّ قلبي.
الحُبُّ هو اِحترام القلوب، وتآلف الأرواح، وتوافق العقول، وقَبول النفوس.