توسَّعت التجارة بتوسُّعِ سوق العمل وما يحتاجهُ العُملاء، حتّى أضحى التجديد ضروريًا لمَن أرادَ البقاء وإلَّا لحلَّ محلّهُ آخر، وللمُنافسة الشريفة مفعول السِحر في جذبِ العُملاء وتنوع المُنتجات بتطور الأفكار.
ومن هذا المُنطلق قد عددتُ خُطواتٍ لمَن أرادَ المُنافسة على مُنتجٍ موجود.. وإليكم هي:
أولًا: النظر إلى المُنتَجِ المُراد مع التدقيق عليهِ، علَّ بهِ ثغرة تزيد من فُرصِ العمل على اِتمامه.
ثانيًا: إذا وُجِدَتْ بهِ ثغرة يكون العمل عليها في اِطارٍ يجعل العميل (المُشترِي) يُقبِل عليهِ دونَ النظرِ إلى غيرهِ من المُنتَجات الموجودة، وإذا لم تُوجَد فالعمل على ابتكار فكرة لجعلِ العميل يُبهَر بالمنتَجِ وكأنَّهُ يتعرف عليهِ لأوّلِ مرّة رُغم وجودِ ما يُشبهُه ولرُّبما بكثرة.
ثالثًا: أهم من العمل ضبط العمل؛ بمعنى الإعداد الجيّد للمُنتَجِ والذي يُعبّر عن فِكرِ مُنتِجِهِ وروعة أسلوبه.
رابعًا: صّحة المُنتَج قلبًا وقالَبًا؛ إذ لا بُدَّ وأن يكونَ الغُلاف جميلًا مُتناسقًا ومُناسبًا لِمَا سيُغلّف به، وكذلك الأمر بالنسبةِ للمُنتَجِ ذاته، فلا بُدَّ من مُناسبتهِ للغُلافِ ومُناسبةِ الغُلافِ له، فلا يَصّح وضع مُنتَجًا ضعيفًا بعبوةٍ عالية الجودة، أو مُنتَجًا عالي الجودة بعبوةٍ ردئية؛ لأنَّكَ بذلك تكون قد آذيتَ نفسك وجعلتَ العميل يظنّ بكَ الظنون، لذا وجبَ الاتِّزان في الأمور وضبط العمل مع إتقانه.
أخيرًا وليسَ بآخرٍ: لا يُلام على المُبتدئين في التجارة أن يبدأوا بخاماتٍ على قدرِ ما يملكون، لا عيبَ في ذلك طالما أنَّها مسموح بها طِبقًا للمواصفات القياسية لجودةِ المُنتَجِ وحماية المُستهلِك.
أيضًا على المُبتدئين التوسُط في الإنفاق وعدم الإسراف، كما يجب عليهم توَخِّي الحذر؛ لأنَّ السوق مليءٌ الحيتان، فإن لم يكونوا حيتانًا فليكونوا نسورًا لا أحدَ يقدر على أخذِ ما في يدِها.
العيّنة بيّنة؛ بمعنى مَن أرادَ معرفة رأي العُملاء في مُنتَجهِ فعليهِ بعملِ عيّنة تجريبية لا تقلّ جودةً عن المُنتَج الأصلي، ثُمَّ طرحها بالسوق، حينها سيعلم إن كانَ العُملاء بحاجةٍ إلى مُنتَجهِ أم لا، وعليهِ سيُقرر البقاء أو الإنسحاب، وإن بَقيَ فعليهِ بالتغيير من مُنتَجهِ آخذاً رأي العُملاء بعينِ الإعتبار.
التجارة مكسب وخَسارة فلا بُدَّ من إعمالِ العقلِ في صُنعِ خُطَطٍ بديلة، وعدم الإعتماد على خُطّة واحدة، مع الأخذ بالشورى لمَن هُم أهلاً لذاك، كذلك يجب تدريب النفس على تقبُل المُتغيرات وخاصّةً غير المُستحبّة.
أذكُرُ حينَ كُنتُ طفلة رأيتُ عمّتي فريال _رَحِمَها اللَّه_ تُديرُ أمور بيت عائلة زوجها بنجاحٍ باهر، كما عَمِلَتْ بالتجارة وذاعَ صِيتها، ثُمَّ عَلّمتْ بنيها تلك التجارة تجارة المواد الغذائية، وكُلّ ذلك وهي ببيتها تعول أطفالها الأيتام، ثُمَّ كَبُر الصغار وكَبُرَتْ معهم التجارة حتّى صاروا معروفينَ بها في سائرِ القرية.