تَعلّمتُ من تواجُدي بالمطبخِ أنَّ كُلّ شيءٍ مُعقّد لا بُدَّ لهُ من حلّ، وأنَّ بالإمكانِ اِرضاء مَن تُحِبُّ بما تملِكهُ من إمكانات، حتّى وإنْ بدتْ الأمور غير ذلك؛ فمثلًا حينَ أتاني أخي ببعضِ السمك لأقليهِ أرادَ بعض إخوتي أنْ يتناولوهُ مشوي، بينما البعض الآخر يُريدهُ مقلي، كما أنَّ الوقتَ لا يسعني فموعد تناول الطعام قد اِقترب.
جاءتني فِكرة رائعة لأُرضي الجميع، اِستعنتُ باللَّهِ العليِّ العظيم، وغسّلتُ السمكَ جيّدًا وقُمتُ بتتبيلهِ ببعضِ البُهار، وحشوتُ باطنهُ بالخلطة، ثُمَّ وضعتُ نصف الكمّية بصينيةٍ فوضعتها بداخلِ الفُرن، وأشعلتُ عليها الشوّاية، أمَّا النصف الآخر من الكَمّية فقد قُمتُ بقليهِ بمقلايةٍ غويطة، فَرِحَ إخوتي بتصرُّفي، ورضوا جميعًا.
لا تبخل ببذلِ جُهدكَ لإسعادِ مَن تُحِبّ، ولا تستصغر فِعلًا حسنًا، فالكلمة تَلقى صداها بالقلوب، فلا تحقرنَّ بسمة، ولا تستأثر همسة حانَ موعدها.
حانَ وقت تناول الطعام، وكُنتُ قد أنهيتُ السمكَ للتوّ، فوضعتهُ على المائدةِ مع أرز صيادية، والسلطة وبعض الطحينة، وطبعًا الخُبز الساخن.