هاتكلم النهارده عن الأمانة بمفهومها العام، والأمانة دي معناها إني بآمن حد مُعيّن على حاجة مُعيّنة، زي مثلًا إنك تدي صاحبك مبلغ وتقوله: يا فلان أنا مسافر وخللي الأمانة دي معاك لحد ما أرجع، ولازم تعرّف المُؤتَمن بكينونة الأمانة اللي هاتشيلها عنده، كمان لازم اللي وافق يشيل أمانة حد يعرف في الأول هو هايشيل إيه بالظبط.
مش شرط تكون الأمانة فلوس، خالص على فكرة، ممكن تكون كلمة، ممكن يكون إحساس، ممكن يكون وعد، ممكن وممكن وممكن.
طيب أمانة الفلوس وعرفناها، إيه بقى أمانة الكلمة دي يا مريم؟
أمانة الكلمة دي معناها حد أمنّك على كلام مُعيّن.. إزاي؟
مثلًا حصل له موقف مُعيّن وجالك علشان يفضفض معاك، وقتها قالك حاجات مش قالها لك قبل كده، أو حابب ياخد رأيك في حاجة فقال لك عن السبب، كمان ممكن تكون قاعد مع ناس بتتكلموا في موضوع مُعيّن، كل كلمة سمعتها في القعدة دي بقت أمانة، ومش من حقّك تحكي عن اللي سمعته لحد مش كان حاضر أصلًا.
ده بخصوص أمانة الكلمة،أمَّا أمانة الإحساس فدي ببساطة شديدة إنك تحسّس حد بإحساس مُعيّن، زي مثلًا لما تحسّس حد بحُبّك ليه، ده بيخللي الشخص ده مطمن وسعيد، طبيعي يثق فيك بعدها، خصوصًا لما يلاقيك أهل للثقة دي، وده طبعًا بتبينه المواقف بس، لكن الكلام ببلاش ومش عليه جمارك.
كمان من الأمانات أمانة الوعد؛ يعني لما توعد حد بحاجة لازم توفي بوعدك، طالما إنك وعدت بحُرّيتك وما حدش غصبك على كده، وخلليك عارف إن الشخص اللي وعدته ده ممكن يكون بيثق فيك فصدقك، مش بس كده لأ ده تلاقيه كمان رَتِب أموره على أساس وعدك.
طيب لو حصل وحد أمنّي أمانة أعمل إيه يا مريم؟
سؤال مُحترم من شخص يُحتَرَم، في الأول قبل ما تشيل الأمانة اعرف تفاصيلها كويس، اعرضها على عقلك، قارنها بقوة تحمّلك، وأخيرًا اسأل نفسك: هل أنا قد الأمانة دي ولا لأ؟
وبُناءً على إجابتك هتحدد موقفك.
أقولك حاجة حلوة: الأمانة شيلة تقيلة جدًا أتقل م الجبل، سواء كانت كلمة أو إحساس أو فلوس أو غيرهم، فخلليك ذكي وخفّف شيلتك على قد ما تقدر، ولو حصل وحد شاف فيك الأمان جاهد نفسك علشان تكون عند ظنّه، وطبعًا كل ده هايحصل لما تستعين بالمُعين وهو اللَّه.
خلليك أمين مع نفسك تأنس ويُؤنَس بك.