عَجَزَ العرب عن نُصرةِ أشّقاءهم في غزّة، فلا هُم أغاثوهم، ولا هُم دافعوا عنهم، ولا هُم أمدّوهم بالعِدّةِ والعتاد، بينما يُساند الغرب خنازير الأرض، ويدعمونها بكُلِّ شيء، بالكلمةِ والسلاح، والطعام والمُرتزقة، والمال والإعلام.
لم يُفلِح وُلاة أمور العرب في دعمِ غزّةَ مادّيًا أو حتّى معنويًا، فلا مُساعداتٍ تَصِل، ولا كلمةَ حَقٍّ تُقال، ماتَ الكثير وأُصيبَ الكثيرون، ولا زالَ العرب نيام!
حتّى أعلاف البهائم قد نَفِدَتْ، فلم يَجدْ أشقائنا في غزّةَ ما يقتاتونَ بهِ؛ للبقاءِ على قيدِ الحياة.
دَّمَّرَ خنازير الأرض غزّةَ بأسلحةٍ مُحرّمة ومُجرّمة دوليًا، ممّا أدى إلى اِنتشارِ الأوبئةِ والأمراض، ناهيكَ عن تَكدُّسِ القمامة في كُلِّ مكان.
لا ماء ولا طعام ولا هواء نقي، بل لا بيوت ولا بِنايات ولا شوارع، ولا شجر ولا أمان ولا اِستقرار، بل لا حياةَ من الأساس.. هكذا أضحى الوضع في غزّة.
غزّة مقبرةٌ جماعية لأعدادٍ هائلة من النساءِ والرُّضعِ، والعجائز والأطفال، العُزّل الذينَ فقدوا حياتهم على مرأى ومَسمَع من العالَمِ أجمع.. فقط لأنَّهم قالوا ربُّنا اللَّه.
قُتِلَتْ الإنسانية بقطاعِ غزّة، كما تَمَّ اِغتصابِ الحُرّية، وأُهينَتْ الكرامة.. واللَّهُ غالبٌ على أمرهِ ولكنَّ أكثرَ النَّاسِ لا يعلمون.
إنْ عجزتم عن نُصرتهم أحياء، فلا تعجزوا عن سترهم وهُم أموات، فإكرام الميّت دفنه، لا تتركوا خنازير الأرض يقبرونهم بتلالِ القمامة.. ودَم الإسلام يجري بعروقِكم.