كَثُرَ في الآوانةِ الأخيرة اِغتصاب الأطفال، أو قُلْ الرُّضع، رُّضع يا بشر!
الإغتصاب جريمة لا يُمكن التبرير لمُرتكبها، سواء كانَ المُغتَصَب صغيرًا أو كبيرًا، طفلًا أو فتاة.
وقد حَفِظَ القانون حُرمة الأعراض، وعليهِ ينالَ المُعتدي على عِرضِ غيرهِ ما يستحقّ.
لا تبرير لسرقةِ الأعراض، لا تبرير لتدنيس الشرف، لا تبرير للإغتصاب.
إنْ كانتْ الملابس هي مَن تدفع المُعتدي للإعتداءِ على عِرضِ غيره، فلماذا التغزُل بالمُحتشمات؟
وإنْ كانَ النُضج الجسدي للأُنثى هو مَن يدفع المُعتدي لسرقةِ الأعراض.. فماذا عن هتك أعراض الأطفالِ من الذكور؟!
وإنْ كانتْ حركة الفتاة في الشارع مثلًا هي مَن تدفع لص الأعراض لفِعلتهِ.. فلماذا يُسرق شرف ذواتِ البامبرز الرضيعات؟؟؟
التعدّي على عِرضِ الغير جريمة نكراء، لا يُمكن السكوت عنها، كما أنَّها لا مُبررَ لمُرتكبها، لا مُبررَ لهُ على الإطلاق.
الأعراض ليستْ مُستباحة ليطأها كُلّ ذي شهوةٍ حيوانية، ثُمَّ يعود ليُبررَ لِمَا اِرتكبهُ من إثمٍ عظيم وذنبٍ كبير، فتراهُ يُلقي باللومِ على الضحية، ليُصبِحَ المجني عليهِ جانيًا والعكس بالعكس.
العَيب كُلّ العَيب في التربية، فلو تَربّى لص الأعراض تربية حَسنة، لعَلِمَ أنَّ أعراض النَّاس عليهِ حرام، ولا يحقّ لهُ التطلّعُ لعِرضِ غيرهِ لا سرقته.
البُعدُ عن كتابِ اللَّهِ العظيم، وسُنّة رسولهِ الكريم عليهِ وعلى آلهِ أزكى الصّلاة وأتمّ التسليم، هو سبب كُلّ بلّية، فلا أفلحَ قومٌ سلّموا أنفسهم للشَّيطانِ بعدما باعوا أُخراهم بدُّنياهم.
الإغتصاب سلوك وحشي، لا يَدل إلَّا على الهمجية والعدوانية، وعدم التربية، والتجرأ على القهّار.
قد هَذَّبَ الشرع الحنيف شهوة المُسلم فكانَ الزواج، ومَن لم يستطع فعليهِ بالصومِ فإنَّهُ لهُ وجاء، حتّى يكون قادرًا على أعباءِ الزواج من تحمُّل المسؤولية، بما فيها من الإنفاق على البيت، واِعفاف الزوجة واِكرامها، وتأسيس أُسرة صالحة بمعيّتها.
إذًا الشهوة ليستْ الغاية من الزواج؛ بل هي وسيلة لتحقيقِ الفِطرة ليسَ إلَّا، أمَّا الغاية فهي تكوين أُسرة صالحة، لتكونَ سببًا في نَيلِ رضا الرحمٰن.
الإنسان فُضِّلَ على غيرهِ مِن الخلائقِ بعقلهِ الذي كَرّمهُ اللَّهُ به، وبعقلهِ هذا يعرفُ اللَّهَ حقَّ المعرفة، فينصاع لِمَا أمرهُ بهِ سُبحانَهُ وتعالى، وينتهي بما نهاهُ عنه، ولا يَرى أحدًا أفضل من سيدنا مُحمّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتّى يقتدي به.
إذا خَلَاَ العبدُ من تقوى اللَّهِ تركَ عقله، وأطلقَ شهواته ليُصبِحَ عبدًا لها، لا يَرى من وجودهِ سوى تحقيق رغباتهِ الحيوانية، بل يتفوّق على الحيوان، ليكونَ الحيوان أفضلَ منهُ وأحسن أدبًا.
نحيا اليوم أيَّامًا مُفجعات فاللهمَّ سَلِّم.. يا ربّ سلّم، ولا حول ولا قوة إلَّا باللَّهِ العليِّ العظيم.