نقول: سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته، ويلا بينا.
كتير جدًا بنسمع جُملة "الراجل ما بيعيّطش"، وطبعًا دي جُملة لا محل لها من الإنسانية، بتسألني: ليه؟
هاقولك: علشان العِياط (البُكاء) ده شعور إنساني، ربَّنا سُبحانَهُ وتعالى خلقنا وفينا مشاعر وأحاسيس، لازم نحترم ده فينا ونقدّره، وغلط جدًا إننا نتجاهل شعور جوّانا أو إحساس حاسّيناه.
بالنسبةِ للراجل اللي مش بيعيّط، ده كلام مش تمام؛ علشان كونه راجل وبيعيّط لسبب ما، حاجة حزينة حصلت له، تعب، وجع، ألم، مرض، فقد، فراق، غدر، اِستغلال، دي كُلّها أسباب كفيلة تنّمي مشاعر الحُزن جوّاه فطبيعي جدًا يعيّط، وده طبعًا مش بينّقص من رجولته.
كونه راجل ودَمعته قُريّبة ده مش يعيبه، كونه راجل وبيستحي ده مش يقلّ منه، بالعكس زينة الرجولة الحياء، فالراجل اللي بيستحي بيكون أجمل من غيره.
طب أعمل إيه يا مريم لما أكون محتاج أعيّط بس بخاف يقولوا عليا مش راجل؟
مبدأئيًا كده ربّنا يسعد قلبك ويغسله من كُلّ حُزن ومش تعيّط تاني، أنت بتقول: لما أكون محتاج أعيّط، عارف ده معناه إيه؟
معناه إيه يا مريم؟
هاقولك: معناه إنْ عندك اِحتياج ورغبة في العِياط (البُكاء)، وده علشان شعور جوّاك دفعك لكده، وممكن جدًا تكون تراكُمات نفسية؛ حاجات حصلت لك خللتك تحسّ بكسر جوّاك، وجع صاب قلبك لسبب مُعيّن، نفسيتك تعبت من وضع مُستمر فيه رغم إنه مش مناسبك، الظروف أجبرتك على التأقلم رغم إنْ نفسيتك مش قابلة كده.
المُهم، كُلّ ده كفيل يحرّك جوّاك شعور العِياط (البُكاء)، وسيبك من جُملة "بيقولوا" علشان دي جُملة مُستفزة للعقل، أصل طبيعي أسألك: مين هم اللي قالوا؟
وطبيعي هايكون جوابك هو الصمت، علشان كده سيبك من كلام الناس وركز مع نفسك، ولما تحتاج تعيّط، اقعد في مكان بعيد عن العيون وعيّط براحتك زي ما أنت عايز، ويا حبّذا لو صلّيت ركعتين للَّهِ وبكيت، السجادة بتفرح بدموعك يا رَجُل.
أقولك حاجة حلوة: أنت حلو زي ما أنت، مفيش حاجة تعيبك خالص طالما أخلاقك عالية، ومُتمّسك بدينك حسب مقدرتك.
أنت حلو زي ما أنت مهما يحصل لك، طالما رَّوحك طاهرة وقلبك نضيف، ونفسك راضية وعقلك شغّال.
خلليك عارف إنك حلو مهما حزنت ومهما جرى لك، هتفضل أنت زي ما أنت، سيبها على اللَّه وابتسم.. اِبتسامتك بتفرّح غيرك؛ علشان هي اِبتسامة ربَّانية طالعة من قلبك الطاهر.
اِبتسم وفرّح غيرك.