أرسلَ إليهِ ليُخبرهُ قائلًا بعد السلام: أكُلّ هذهِ غَيبة يا رَجُل؟
ألم يغلبك الشوق فتُهاتفني؟
أجابَ على اسئلتهِ برسالة نفيٍ لِمَا سَلَفَ، وأكدَّ أنَّهُ قد اشتاقَ إليهِ، ولكنَّ مشاغل الحياة ألهتهُ عن زيارتهِ أو مُهاتفته.
ثُمَّ أرسلَ عليٍّ يقول: أحمد لكَ عندي معزة لذا هاتفتُكَ لأُخبرك.
فَرِحَ أحمد برسالةِ عليٍّ ممّا دفعهُ للسؤال للتأكيد: أحقّاً عليّ لي عندكَ معزة؟!
أرسلَ إليهِ بثقةٍ بالغة: أجل أحمد.
سألهُ أحمد مُنذُ متى؟
أجابَ عليّ: مُنذُ زمنٍ يا صاحبي.
سُرَّ أحمد برسائل عليٍّ وأنهى المُحادثة ثُمَّ نادى زوجهِ وأمرها بتجهيز البيت لاستقبال الضيف العزيز الغالي.. لم تفهم الزوجة ما قالهُ فسألتهُ مُستفسرةً: وما ذاكَ أحمد؟
ابتسم لها قبل أن يُجيب: قد رُدَّ لي شيئًا قد نسيتهُ ماضيًا والآن أرسلَ إليَّ عليٍّ وأخبرني.
سألتهُ: وبماذا أخبرك؟
اِرتدى قميصهُ وأسرعَ نحو الباب ثُمَّ وعدها باخبارها حينَ يعود.
سَمِعَ عليّ طرق الباب أسرعَ إليهِ وفتحهُ فوجدَ أحمدَ قد أتاهُ، سُّرَ بما رأى، تعانقا ثُمَّ دلفا غُرفة الضيافة.
لا أدري كيف أشكُركَ عليٍّ على أمانتك طيلة الفترة الماضية.
تعجبَ عليٍّ من مقالتهِ وسألهُ عن أي أمانةٍ يتحدّث؟
نظر إليهِ أحمد بابتسامة عريضة وأردف: عن المعزة التي لي عندك هَلّمَ لي بها.
لم يستوعب عليٍّ مقالتهِ إلَّا بعد دقائق وما كانَ منهُ إلَّا أن انفجرَ ضاحكًا.. فقد قرأ أحمد الرسالة على أنَّ لهُ معزة عند عليّ، في حين أنَّ عليّاً كانَ يقصد بالمعزة مِقدار الغلاوة، والخطأ هو خطأ عليٍّ الذي لم يُفرّق بينَ هذهِ وتلك، فالمعَزّة تعني الغلاوة والمِعْزة معروفة طبعًا.