اعددت فنجان قهوتي المفضلة و جلست على أريكتي المحببة لقلبي و ظللت أفكر.... كم هو مظلوم ذلك الجيل ؟ جيل الفيس.... الإنستا والماسنجر... جيل الشات...... في أي زمان و مكان، جيل اللا قيود.... و اللا حدود ، جيل البابجي و ألعاب الحروب.
ذلك الجيل الذي لا يدرك أبسط معاني الطفولة ، و لا يعرفها، وقع فريسة لوسائل التواصل الاجتماعي..... و التفكك الأسري في نفس الوقت، افتقد الحب في اسرته فخرج الي عالمه الواسع ييبحث عنه، افتقد من يسمعه و ينصحه فبكل بساطه اخذ نصيحته من مصادر مشوشة غير موثوق فيها فكبر و ترعرع دون جذور و لا اصول تثبته في الارض وقت الاعصار فبات كقشة تائهة في مهب الريح تحركها كيفما تشاء ، كم هو مظلوم..... و مسلوب الارادة.... مُنساق و مُنقاد !
كم هو جيل حقا مظلوم و مجني عليه، كنا صغار قدوتنا أبي... و.... مَثَلنا أمي فقط لا أحد غير هم ، مصادر تعلمنا وثقافتنا..... أما هم فالعديد والعديد ممن لاندرك هويتهم و لا ثقافتهم يقلدونهم تقليد اعمى، يُشكلونهم كقطع الصلصال كيفما يشاؤا!
ليت الزمان يعود.... فتعود لمة الأسرة على طاولة الغذاء.... يأمنا أبي فنقف خلفه كالبنيان المرصوص خاشعين في الصلاة، نتبادل اطراف الحديث عن قادتنا و قدوتنا فتصحوا فينا روح الامل ويهب الفارس الشجاع ليمطتي جواده.... شاهرا سيفه في وجه بدع و ضالات ذلك الزمان، ليت الزمان يعود فيسند كتف كل منا الآخر كما كنا و يشد كل منا عضدد أخيه لنكون راية لا تنحني أبداً و لا تنهزم مهما اشتد الاعصار ، ليت.... ليت... و ليت
، لا يملك قلبي❤ سوى التمني ، و الثقة بالله الواحد الاحد ، الدعاء و التودد له ان يحفظنا و من نحب من شر ذلك الزمان .