و مهما مضى العمر تظل أرواحنا تبحث عمن يكملها ....يشبهها ....يحتويها ...ويشعر بها ، تظل تبحث روحك عن روح تبوح لها بوجعها فتكون لها الحنان ...الأمان و السند ، تظل تجوب الدنيا تبحث عن روح تحتويها وتكون لها ضمادة تُسَكن جرحها من الزمان ، تظل روحنا تبحث عن روح تشبهها لتتكىء عليها و تتعكز بها إلى أن تعود قوية مرة أخرى .تسطتيع أن تقف على أرض الواقع ...ليس بالضرورة أن تكون تلك الروح هي الأقرب وجودا فتشعر بك ، فقد يفصلك عنها الزمان والمكان .....و مع ذلك تشعر بك ....تتألم لوجعك ....تفرح لفرحك ...فالروح تخلد حيث الأمان ....ليس المكان ، فقد نحتاج إلى روح أكثر حبا و شعورا و ليس قربا ، فكم من الأشخاص حولك ومع ذلك لا يشعرون بك ، تظل مسكين تائهة روحك تبحث عن شبيهها ليشعر بها وسط هذا الكون الممتلىء بالضجيج و الأشياء التي مللنا وجودها من مظاهر خادعة ، لكل منا روح أخرى تكمله ....تشعر به ....تحتويه قد يكون قد تكون تلك الروح أم أو أب تتنفس أنت برئتهما وينبض قلبك بنبضهما يشعران باختناقك و ضيقك قبل أن تشعر انت ، قد تكون روح أخ مغترب...تفصله عنك بحار و جبال ولكن ترك روحه معك ، قد تكون أخت لك او لكِ تشغلها عنك دنيتها و عالمها و لكن تكون اول يد تمسح دمعك وتكون جوارك لتشد عضضك و تأخذ بيدك ، قد يكون طفلك الصغير تحتضنك يداه الصغيرتان فتكون أوسع من الدنيا وأحن من الكون ، قد يكون حبيب تشغله عنك الدنيا ...لكن يبيعها في لحظة ليشتريك أنت ، قد تكون صديقة بعيدة فارقت المكان ولكن مازالت تسكن قلبك ، تستوطنه و تعيش فيه ، لا تتحمل أعباء تلك الحياة وحدك ، فتقتل روحك وحيدة ....ضعيفة ، ابحث عن نصفك الآخر مهما كلفك ذلك لتنعم بتلك الحياة ، و اعط لروحك روحها الأخرى لتعيش .