تبقى يوم من تشرين وما زلت أتشبث بعودتك ألى المكتبة، ذلك الجناح الهادئ بقرب النافذة المطلة على مسرح الكلية، ذاك الكرسي أصبح كالعرجون القديم، وآنسات أخريات يتربّعن على ذاك الكرسي في محاولة الفوز بمكانك، لكن ليست بالأماكن وإنما بالأشخاص، ماتت ورود أمستردام وجف حبر قلمي،ولم أعد أراود الرفوف، فكلهن أصبحن كزرابي مبثوثة.
قرأت الفصل الأخير من علم الأنسجة ولا زلتِ بعيدة
اليوم، هذا المساء في ركن الهندسة،وحيد وسط جمع غفير، حزين كفرع ذابل في أشجار الياسمين، رمادي قنوط ويائس، تعالي نتمشى في الّسلالم، تعالي أرسمك في مسقط رأسي وأفقي، وأنا أكون جانبيا، أتعمّد السقوط بين يديك، أكرر الصعود والنزول على الدرج، تعالي نحاكي الظلام ونصمت، لنمسح بؤس ما صنعته الأيام
هلا ترحبين بأخي؟!
ربما أنا لم أعد أتواجد في قلبك
تعالى في أكتوبر، ولا تفشلي كما فشل ساسة البلاد في جنيف وجدة والإيغاد، تعالي نقيم موتمرا بيننا أنا وأنت، أراك كالعسكر لا تقبلين التفاوض، سأحتلك فقط وبعدها نتفاوض، فقلبك يشبه الإقليم متحد في الخريطة ومنقسم في البقعة الواحدة، ِ
أحبك أكثر من طمع الساسة في البلاد.