آخر الموثقات

  • مصر هاجرت داخلي
  • يُروى أنَّ للحُبِّ حكايةً
  • إلى المدينة الجائعة 
  • تجلي الغياب 
  • البقاء للأروق
  • جرحٌ لم يلتئم
  • خطى الحدود
  • تجلَّدتُ عن هواها
  • ما هجرتك إلا صونا
  • نُضجُ النور
  • طلسمُ النور
  • ملامح تنسى وأثر يبقى
  • تحطم كُلي دون جبر
  • كانت تمطر
  • لطالما كانت تحلم..
  • الفقد - هذا حالي
  • الغربة أرضية مشتركة
  • مبدأي في الحياة
  • من الموالد إلى المهرجانات
  • هي شهرزادٌ.. وشهرزادٌ هي
📚 خدمة النشر الورقي من مركز التدوين والتوثيق
حوّل أعمالك الرقمية إلى كتاب ورقي يحمل اسمك ورقم إيداع رسمي ✨
اكتشف التفاصيل الكاملة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد بن زيد
  5. عزفٌ عُذْرِيّ (عاقل ليلى)

بحثتُ عنه كثيرًا، في الصحارى والقفر، بين أصناف الوحش، حتى وجدته بعد لأيَ، يجلس مستلقيًا على صخرة عالية، كدت أفزع إليه لولا أنني تذكرتُ أنه سيهرب مني لأُنسِهِ بنفسه، فاقتربتُ منه على مهلٍ مناديًا بصوت خفيضً:

 - يا صاحب ليلى، جئتُكَ مُحبًّا لا عدوًّا.

فزع حينما رآني، وهمَّ أن يختفي من أمامي لولا أني بادرته بقولي:

إذا ذُكِرَتْ لَيْلَى أُسَرُّ بِذِكْرِهَا

 كمَا انْتَفَضَ العُصْفُورُ مِنْ بَلَلِ القَطْرِ

توقف عن محاولة هربه مني ثم هدأ، فأعدتُّ عليه ذلك البيت السالف، فهدأ وخَلَّنِي أقترب منه، ثم قال بصوتٍ مبحوح وعينين شاردتين هائمتين تبحثان عن شيء:

صَغِيرَيْنِ نَرْعَى البَهْمَ يا لَيْتَ أنَّنَا

إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهمُ

 اقتربتُ وصمتُّ حتى آنس قربي، أو ربما خًيِلَ إليَّ، ثم سألته بصوتٍ هادئ:

  - قُل لي بربكَ، أيهلكنا الحب؟

نظر إلى السماء البعيدة المتوارية خلف سفح الجبل، ثم التفتَ فجأة خلفه ناظرًا إلى ما ورائي فارتعبتُ منه، ثم هدأ روعي حينما هدأت ملامحه الفَزِعَة، فبدت لي لحيته الكثَّة النابتة في أرض وجهه الأبيض الشاحب كغيامة سوداء تحيطها سحب بيضاء.

 أطال النظر خلفي، وكان يبدو من تركيز عينيه أنه كان ينظر إلى الصحراء المترامية خلفي يرْقُب ظبية صغيرة؛ لم ينطق ببنت شفة، فآثَرَ الصَمتُ، بينما أثرتُ حديثهُ بسؤالي:

 - أأحْيَتْكَ ليلى بحبها أم أنَّ الحب يُحيي كل لُبّ؟

 انتفض من ذكري اسمها، ثم نظر في عينيَّ للمرة الأولى، ثم جلسَ على الأرضِ كأنَّهُ خرَّ صَعقًا من ضعف قواه، فأمسك بعصا صغيرة وبات يكتب كلمات لستُ أفهمها، وهو ينشد:

الحبّ لَيسَ يفيق الدَّهْرُ صاحبه

وإنما يصرع المجنون في الحين

جلستُ جوارهُ نفس جلسته، وساءلته في همس كي لا أشتت صمته وشروده:

 - صِفها لي.

ابتسم وطالت بسمته، وأضاء وجهه وتزين، ولمعتْ عَينَاهُ بفرحة غريبة كأنها حزن ممزوج بِسَعَدْ، ثم لمعتْ بسعادة مغايرة كأنه البكاء ممتزجًا بالفرح.

رسم بالعصا دائرة ثم أردف وهو يركز نظره في تلك الدائرة:

بَيْضَاءُ باكَرَهَا النَّعِيمُ كَأنَّهَا..

قَمَرٌ تَوَسَّطَ جُنْحُ لَيْلٍ أسْوَدِ

موسومة بالحسن ذات حواسد..

إن الحسان مظنة للحسد

وتَرى مَدَامِعَهَا تَرَقْرَقُ مُقْلَة..

سَوْدَاءَ تَرْغَبُ عَنْ سَوَادِ الإِثمِدِ

خود إذا كثر الكلام تعوذت..

بحمى الحياء وإن تكلم تقصد.

صَمَتَ وهو ما زال ينظر في الدائرة كأنه يرى فيها وجهها، أو ربما رآه بالفعل؛ ثم ابتسم ومال على الدائرة يريد تلثيمها - محبوبته المُتَخيَّلة - وتقبيلها.

سألته - وهو أعلم من يُسأل في ذلك، بعد أن ترنَّح ناح الوجه وعاد - في حنوٍ:

- أيعظمُ في قلب أحدنا الحب حتى يهلكه؟

جَحَظتْ عيناه واتسعت حدقتاهما وهو ينظر في الدائرة، ثم ابتسم، ثم نظر بعيدًا وبات يجول بعينيه في الصحراء يبحث عن الظبية، فأردف وهو يقلِّب عينيه في صفحة الصحراء:

فَأَشهَدُ عِندَ اللَهِ أَنّي أُحِبُّها..

فَهَذا لَها عِندي فَما عِندَها لِيا

أَعُدُّ اللَيالي لَيلَةً بَعدَ لَيلَةٍ..

وَقَد عِشتُ دَهرًا لا أَعُدُّ اللَيالِيا

وَأَخرُجُ مِن بَينِ البُيوتِ لَعَلَّني..

أُحَدِّثُ عَنكِ النَفسَ بِاللَيلِ خالِيا

أُحِبُّ مِنَ الأَسماءِ ما وافَقَ اِسمَها..

أَوَ اِشبَهَهُ أَو كانَ مِنهُ مُدانِيا.

توقَّف عن الإنشاد ثم انتصب واقفا ما أن رأى الظبية التي كان يطاردها بعينيه قريبة منا، وأسرع خطاه على لين برجلين حافيتين وجسد نحيف، حتى لحق بها، بينما أنا أقترب رويدًا رويدًا كي لا أفزعهما، فوجدته يحتضنها بحنو وهو يردد:

أيا شبْهَ ليلى لا تُراعي فإنني..

لكَ اليومَ مِنْ بين الوحوشِ صديقُ

فعيناكِ عيناها وجيدُك جيدُها..

سوى أن عظم الساق منك دقيق

وكادَتْ بلادُ اللّه يا أمّ مالكٍ..

بما رَحُبَتْ مِنْكُمْ عليَّ تَضيقُ.

تركها - بعد أن قبَّل رأسها واحتضنها - تنطلق وتسبح في فضاء الصحراء الواسع وهو يتابعها بنظره ويودعها ببسمة جميلة ارتسمت على ثغره لأول مرة، ثم حزنَ فجأة كأنه تذكر بوداعها وادع ليلى، فأنشد:

سأبكي على ما فات مني صبابة..

وأندب أيام السرور الذواهب

وأمنع عيني أن تلذ بغيركم..

وإنِّي وإنْ جَانَبْتُ غَيْرُ مُجانِبِ

وخير زمان كنت أرجو دنوه..

رَمَتْنِي عُيُونُ النَّاسِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ

فأصبحت مرحوما ًوكنت محسدًا ..

فصبرا على مكروهها والعواقب.

 لمعتْ عيناه بدموع رقراقة، ولاحتْ لي صورة الأفق في عينيه اللامعتين، فأنشد وهو لا زال ينظر إلى الظبية وهي تعدو وتبتعد:

أَلا أَيُّها القَلبُ الَّذي لَجَّ هائِمًا..

بِلَيلى وَليدا لَم تُقَطَّع تَمائِمُه

أَفِق قَد أَفاقَ العاشِقونَ وَقَد أَنى..

لَكَ اليَومَ أَن تَلقى طَبيبًا تُلائِمُه

فَما لَكَ مَسلوبُ العَزاءِ كَأَنَّما..

تَرى نَأيَ لَيلى مَغرَماً أَنتَ غارِمُه

أَجَدَّكَ لا تُنسيكَ لَيلى مُلِمَّةٌ..

تُلِمُّ وَلا عَهدٌ يَطولُ تَقادُمُه.

غَابت الظبية عن ناظره وهو يتابعها بدموع تخط وجنتيه حتى استقرت عند لحيته، فتاهت بين خلاصتها الكثة، فاستدار ومضى وهو ينشد:

عرضت على قلبي العزاء فقال لي..

من الآن فايأس لا أعزكَ من صبرِ

إذا بان من تهوى وأصبح نائيا ..

فلا شيء أجدى من حلولك في القبرِ

وداع دعا إذ نحن بالخَيْفِ من منى..

فهيج أطراب الفؤاد وما يدري

دعا باسم ليلى غيرها فكأنما ..

أطارا بليلى طائرا كان في صدري

دعا باسم ليلى ضلل الله سعيه ..

وليلى بأرض عنه نازحة قفرِ.

تركني وهو يردد أبياته ويبكي، فأرفقت لحاله وتركته وأنا بمثل حالته ومضيت.

-----------------------------

(الأبيات المرفقة في النص لقيس بن الملوح، وإن اختُلف في بعضها)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة غازي جابر
4↓الكاتبمدونة خالد العامري
5↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
6↓الكاتبمدونة خالد دومه
7↑4الكاتبمدونة آمال صالح
8↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
9↑3الكاتبمدونة ايمن موسي
10↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑129الكاتبمدونة خالد الخطيب110
2↑64الكاتبمدونة سارة القصبي42
3↑32الكاتبمدونة ايمان قادري150
4↑32الكاتبمدونة إيناس عراقي190
5↑16الكاتبمدونة عبير مصطفى44
6↑15الكاتبمدونة ولاء عبد المنعم196
7↑13الكاتبمدونة رهام معلا127
8↑12الكاتبمدونة نجلاء البحيري39
9↑8الكاتبمدونة سلوى محمود252
10↑7الكاتبمدونة عبد الوهاب بدر23
11↑7الكاتبمدونة مني قابل77
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1111
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب713
4الكاتبمدونة ياسر سلمي678
5الكاتبمدونة اشرف الكرم605
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري514
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني436
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين428
10الكاتبمدونة سمير حماد 410

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب363150
2الكاتبمدونة نهلة حمودة216165
3الكاتبمدونة ياسر سلمي199127
4الكاتبمدونة زينب حمدي178386
5الكاتبمدونة اشرف الكرم144082
6الكاتبمدونة مني امين120224
7الكاتبمدونة سمير حماد 116881
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي107823
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين107419
10الكاتبمدونة آيه الغمري102607

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة مريم فرج الله 2025-10-24
2الكاتبمدونة هاميس جمال2025-10-22
3الكاتبمدونة ايمان صلاح2025-10-16
4الكاتبمدونة خالد الخطيب2025-10-15
5الكاتبمدونة سلوى محمود2025-10-13
6الكاتبمدونة بيان هدية2025-09-27
7الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
8الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
9الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
10الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24

المتواجدون حالياً

320 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع