بعد أن غاب طفلهم الوحيد لمدة ثلاثة أيام عاد إليهم، جاء مع أحدهم بنفس ملابسه التي كان عليها ووجه مسكو بحزن وبكاء دفين؛ قال ذلك الشخص الذي جاء به جملة واحدة: «ابنكم كان معنا». ثم مضى واختفى دون أن تتدارك كلمات شكرهم مسامعه.
سعد الأهل كثيرًا لعودة فلذة كبدهم، وكانوا طيلة الأيام التالية لعودته يبررون صمته الدائم وكلماته القليلة أنه كان مع أناس غريبة، وطفل في الرابعة مثله ربما ينسى بسهولة كل شيء إلا بُعْده عن أبويه لثلاث ليالٍ كاملة.
بعد بضعة أيام هاتفهم أحدهم - بينما كان أبوه يحاول ملاطفته وملاعبته - يخبرهم بكل أسف أن ابنهم الذي كانوا يبحثون عنه قد عُثر عليه ميتًا، ويجب عليهم الذهاب للمشفى للتعرف عليه واستلامه.
بعد دقائق استلم الأب على هاتفه صورا لابنه الميت بنفس ملابسه التي قد غاب بها.