ساءَلتُ نفسي: يا نفسُ ما الذي يضنيك؟
أجابتني: يضنيني الذي منِّي يُدنيكَ!
قلت: أهو الحنين بشوْكِهِ أم الغائب بشَوقِهِ؟
أجابتني: أما الحنين فمن حين لحين،
وأما الحبيب فعسى لقائه بقريب،
لكنه أنتَ! قانط النفس متنفِّس اليأس!
مُرتَجِى من الأيامِ الألم والبأس...
فلا أنتَ تفرحْ ولا قلبكَ يَمْرَحْ،
وتَعِيش بَينَ حُزنُكَ والتَّرنُّحْ!
قلت: وَيحكِ!..
فأنا منكِ وأنتِ مِنِّي!
قالت: ليس مِنِّي مَنْ - على ألمي - لَم يعنِّي...
ولِهفوَاتِي الطَّائشة لَم يُلجِّمني.
قلت: مَاذَا إن عُدتُ؟
قالتْ: تَجد القُرب أينَمَا ذَهْبتَ،
والعوْنَ مَهمَا قنطت،
والمواساة مهما تألمت،
فارْفِقْ بنفسكَِ - أنا - يَا أنتَ.