قُد نفْسكَ تَقُدْكَ
كان ذلك الصوت يصخب دائمًا في أحلامه، يسمعه ويراه، مستحيل أن يرى الشخص صوتًا، لكنه كان يراه، فيُصَدِّقْهُ ويُصْدُقْهُ ويتأهب للعمل به، لكنه مع لحظة الاستيقاظ ينسى كل ما كان، فيسقط في بئره من جديد!
فما ضرَّه شُحّ حلم ولا بؤس أمل، وإنما آلمه قبوع ذاته في سُباتها، لا تتحرك لشيء ولا إلى شيء.
كلما انفرد وذاته في لحظة يُسائلها، ماذا دهاكِ؟
تُجيبه بكثير من الصمت، وبضع انغماسات في شتى الملذات بشراهة، وربما... هو تلك الملذات.
لا يدري، أهو سبب شقاء نفسه أم هي؟
وإن كانت هي فلمَ كل لحظة جثوٍ تُنهضه؟ لمَ كل لحظة شقاءٍ تُواسيه؟
ولمَ كلما تأهَّبَ للنور أسقطته في غياهبها؟.