رحِم الله مُعلمي حينما جئته يومًا أعرض عليه بضعُ نصٍّ كتبتهُ، فسألني:
«ما هدفُكَ من ذيَّاكَ الكَلِمُ؟»
قلتُ: «بضعُ همسٍ في الفؤادِ لم يسعني كِتمانه».
قال: «أوَتعْلَمُ حَقّه عليكَ؟».
قلتُ مُستغربًا: «أوَلَهُ حقُّ؟».
قال: «بل كل الحق؛ فإن لم يكن لحرفكَ رنِينًا في ميدان الحقّ، تثبيطًا في وكرِ الباطل، فاعدل عن طريقكَ إذن، وإلا فكان الكذبُ المبين».
قلتُ: «أفِضْ، أفَاضَ الله عليكَ من فضله».
اعتدل في جلسته وقد انكلَّ ثغره، ثم أردف:
«يا زُوَيْدِيُّ - ونادرًا ما كان يكنيني بذلك - إنَّ الحرف لَهَمٌّ عظيم، لا يحمله إلا مَنْ عَاهدَ الله فيهِ على الصِّدق، ولا يعي الأمانة إلا ذو عقل قويم، فإن حُمِلت لمرية جفواء أو تَباهٍ من علياء أو مجاملة من تلك وهذه وهؤلاء، فقد لُوِّثَ المضمار بالأغِضَّاء. فالله الله في حرفكَ، الله الله في بَوحِك وكلمُك».






































