«أمَّايا يامَّا... شِدّي الضفاير... شدّي رباطها عَصَّبِيني».
تدندن أغنيتها المفضلة بأسًى، ملامحها يائسة رغم تبسمها الدائم، أيام قلبها انسكبت فوقها ظلامًا، تفكر في ضفائر أحلامها المنعقدة في قلبها، فتنسكب دموع الحياة علي وجنتيها، تتلذذ بملوحة مائها، تروقها عذوبتها مقارنة بمرّ ما تشعره في روحها، تُقلب الحَكايا في قلبها الصغير فيضيق، تلتهم ذكرياتها من يبسِ أوراق خريف أيامها، تبكي ثم تضحك، تأمل ثم تيأس، تحلم ثم تقنط، تطير ثم تسقط، تُحلق ثم تهوي؛ كل شيء تهفو إليه يبادرها بضده. الأضداد تبرز مفاتنها لبعضها، وأضدادها تُبدد مفاتن أملها.
تروح ناضرة في درب أيامها، ثم تعود بتوتر طفلة نامت واستيقظت على غرباء منزوعون دفء الأهل.
تقف خلف نافذة عمرها، في الخارج، يزين الضبابَ شغبُ عقلها الصغير، وتغيم سُحب فكرها فتحجب عنها النور والصفاء. تسأل داخل عقلها الرقيق: ماذا ستشعر إن ارتطم ذلك القلب النابض بأرض الفقد القاسية، تنفض عن رأسها أمنية أن تتجرع الألم اكثر كي تثمل أكثر وأكثر، تعود لواقعها باكية، يتردد صدى أغنيتها المفضلة في خواء حاضرها:
«لَوْ قَادرة يامَّا، لَوْ قَادرة يامَّا، تقَيِّديها، قَيِّديها، وقَيِّديني».
يشتد قيد أيامها، تجف دموعها، تهفو لنسمة عمرها الصغير فتهبها بصيصها،
تخر على أرض أملها مُنهكة، تُحاول مرارًا أن تصمد، تترنح، تكاد تسقط، لكنها تعافر، تحاول النهوض رغم ثقل آلامها، تتغلب على يأسها، على بؤسها، على وجعها، وبعد لأْي ترتدي قناع البسمة الذي لا تكذبه عين، وتكمل طريقها الطويل بخطوات مُثقلة، ولا زالت أمنيتها تراود أملها في التحقق، ولا زالت تهفو لمزيد من ثمالة الألم .
13-08-2025