تعلمينَ جيِّدًا أنني أكره أن أسوقَ إليكِ حُبي في كلماتي، تعرفينَ حقًّا أنني أُكْرِهُ حُروفي كي تَصفكِ حُسنًا، أُجْبِرُ قصيدتي أن تُطربكِ مَدحًا، تعلمين جيدًا أنني في حُبِّي لا أبوحُ، بل أخجلْ من قولِ كلمة "حُبِّي" وأترفع تكبُّرًا ممزوج بشرقيتي؛ تعلمينَ تَماسُكي ورغم ذلك سُقتُ إليكِ بَوحي، تعلمينَ وتتجاهلين، وما تَجاهُلكِ إلا حماقة قلبٍ ودلال حسناءٍ.
إلى غَائرة...
تَقافَزتْ حَولي كلماتي إليكِ لكن دونمَا حَديثٍ، وصَخبَتْ دَاخِلي أشواقي إليكِ لكنْ دُونمَا لقاء، وارتديتُ لعينيكِ لَأْمَةَ حَربي لكن دونما قِتال، وتذكَّرتُ فيكِ كل ميلٍ لكن دونما بَوْحٍ، وسافرتُ إليكِ أميالًا لكن دونما قُرب، وما ذلكم كله منكِ إلا مكانة عالية وقلب أحمق.
إلى خَائرَة...
إنَّ قُوى جمالكِ المُستبطِشَة بيرقات مَيْلِي إليكِ لَهِيَ مَحضَ ضَعفٍ من فاتنة مثلكِ، فما صَفاءُ عينيكِ ولا غَسق وجنتيكِ ولا نعومة خصلاتكِ ولا اكتناز شفتيكِ ولا تغريدُ صَوتكِ ولا اورراق أنوثَتكِ وإيناع فتنتكِ بدافعٍ كي أجرُّ إليكِ بتلابيبَ حُروفي، فما فَتنني فيكِ سِوى صَمتُكِ.
إلى جَائرة...
لا أشكوكِ خُلوِّي منكِ عَدا في صَمتي وسَمتِي وصَخبي وصَوتي وعَيشي وفِكْري وصَحْوِي وهَجْعِي وثَوراتي وسُباتي وغَضَبِي وهدأتي وفَرحي وسعادتي وحُزني واكتآباتي وحَرفِي وكَلماتي وفاقاتي وأناتي وابتساماتي وآمالي وطموحاتي، وإنما... وإنَّما أشكوكِ جفاءكِ أحلامي، فإنَّكِ صِرتِ لا تأتِين إليَّ إلَّا سَرابًا، وما ذلكم السرابُ إلا لهفاتٌ مُصْطَنعة منِّي وجَور من قلبكِ الخَلوج.