علاقة أفكار يوسف زيدان بكل من نصر حامد أبو زيد وفرج فوده:
في محاكمة نصر حامد أبو زيد طلبت المحكمة منه النطق بالشهادتين ولكنه رفض وقد برر رفضه بعد ذلك في محاضرة بالخارج أنه رفض لأنه يرفض التفتيش في نواياه وقبل أن يبدأ المحاضرة استهلها بالشهادتين ويُعدّ كل من نصر حامد أبو زيد، وفرج فودة ويوسف زيدان من أهمّ المفكرين العرب الذين حملوا هذا الفكر واستمروا به في الساحة الفكرية العربية خلال العقود الأخيرة. ولدي كل ّ منهم أفكاره الخاصة التي تميزه عن الآخرين، ولكنّهم يشتركون في بعض النقاط الأساسية مثل:
• الدعوة إلى التجديد الفكري والفهم العقلاني للدين الإسلامي.
• نقد التطرف والتعصب.
• الدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية.
• التأكيد على أهمية الحوار بين الثقافات وقبول الآخر .
وهؤلاء لم يخترعوا فكرا جديدا ولا تفتقت أذهانهم عن شيء جديد ولكنه فكر قديم فقد سبقهم في إنكار السنة أصحاب الطريقة الأحمدية القديانية أو القرآنيون الذين ينكرون السنة وفكرة إنكار السنة ظهرت في الهند، في فترة الاحتلال الإنجليزي على يد أحمد خان الذي فسر القرآن بالرأي المحض، ووضع شروطاً تعجيزية لقبول الحديث ؛
إذن فهؤلاء التكوينيون يجترون فكرا قديما مردود عليه من صلب منهجهم ، فلما رفض نصر حامد أبو زيد أن ينطق بالشهادتين في أثناء محاكمته في دعوي الحسبة التي أقيمت عليه للتفريق بينه وبين زوجته بزعم أنه مرتد وبرر ذلك برفضه أن يفتش أحد في نواياه فلماذا يذهب تلاميذه المجددون لفكره إلي التفتيش في نوايا بقية المسلمين بإنكار إيمانهم بسنة رسولهم عليه الصلاة والسلام ؟!!
ونستطيع أن نجمل بعض ملامح أفكار كل من نصر أبو زيد وفرج فوده ويوسف زيدان ومن تبعهم من دعاة العقلانية والتنوير فيما يلي :
• يُعدّ نصر حامد أبو زيد أحد أهمّ رواد الفكر النقدي في العالم العربي.
• اشتهر بأفكاره الجريئة حول تفسير النصوص الدينية، ممّا أدّى إلى اتهامه بالهرطقة ومحاكمته.
• يُشارك يوسف زيدان نصر حامد أبو زيد وفرج فوده وسيد القمني ومن شابههم في الإيمان بضرورة التجديد الفكري والفهم العقلاني للدين الإسلامي.
• كما يدافع كلا منهم عن قيم الحرية والديمقراطية، ويُناديان بالحوار بين الثقافات.
• لكنّ يوسف زيدان يُؤكّد على أهمية احترام التراث الإسلامي، بينما يميل نصر حامد أبو زيد إلى نقد هذا التراث بشكلٍ أكثر حدة.
بينما نجد ان فرج فوده كان مفكّراً وكاتباً مصرياً اشتهر بأفكاره الاشتراكية والليبرالية.
لكنّ يوسف زيدان يُركز أكثر على الفكر الديني، بينما ركز فرج فوده على الفكر السياسي.
بشكلٍ عام، يُمكن القول إنّ أفكار يوسف زيدان تتأثر بأفكار كلٍّ من نصر حامد أبو زيد وفرج فوده، ولكنّه يُشكّل أفكاره الخاصة التي تميزه عن الآخرين.
ومن الغريب أن كلا من الكاتب والروائي المصري يوسف زيدان والإعلامي والكاتب إبراهيم عيسى قد قاما بتأسيس مؤسسة تكوين الفكر العربي في عام 2023. وفي ذكري نشأتها منذ أيام هاج الرأي العام وثارت موجة رافضة لفكرهم المتطرف والمغرض بلا شك فلماذا الآن فقط وبعد عام كامل
تهدف المؤسسة إلى:
• نشر ثقافة التنوير والفكر النقدي
• تعزيز قيم الحوار وقبول الآخر
• إعادة قراءة التراث العربي الإسلامي
• المساهمة في النهضة الفكرية العربية
وقد أثارت المؤسسة جدلاً واسعاً منذ تأسيسها، حيث واجهت انتقادات من بعض الجهات الدينية التي اعتبرتها تهديداً للعقيدة الإسلامية. ومن ناحية أخرى، دافع مؤسسو المؤسسة عن أهدافها وأكدوا على إيمانهم بالإسلام وأنّهم لا يسعون إلى هدمه بل إلى تجديده. وتتضمّن فعاليات المؤسسة منذ تأسيسها:
• عقد مؤتمر سنوي
• إصدار مجلة
• تنظيم ندوات وورش عمل
• نشر كتب ومقالات
وهي كلها محاولات ناعمة تسعي لدس السم في العسل بزعم تجديد الدين ولكن علي أساس هدم أحد العمودين اللذان يحملان صلب العقيدة ومتنها وهو عمود السنة الثابت الراسخ في ضمير الأمة الأسلامية عبر أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان وإن كان دعاة هذا الفكر يزعمون غير ذلك فإنهم بلاشك يحققون للماسونية العالمية أحد أهم أهدافها وهو هدم العقيدة الإسلامية ؛
وإذا كان القرآنيون القدامي والجدد علي السواء قد فشلوا في ذلك في الهند وباكستان وماليزيا ومصر والمغرب العربي فلا شك أن تلاميذهم الجدد وهم يتمتعون بكراهية عامة من الجميع سوف ينتهون إلي لا شيء وسيبقي الإسلام قويا راسخا لا يفت في عضده هرطقة الجهلاء والأدعياء ويكفيهم عزلتهم في بوتقة شديدة الضيق من الكراهية والنفور غير مسبوقة لأشخاصهم وأفكارهم